الخميس، 29 يناير 2015

أمــي ..



عن وإلى أمــي ..



-دائماً مُستَغـله مُستنزفه ومُستنفذه معنوياً ومادياً .. يسلبوا منكِ الحب طوعاً وكرهاً .. نهباً وطمعاً .. مُستغلـه أنتِ يا أمــي

ولأن لكي قلب رقيق تستع أُذنك لتصديق الكذبات وتضيق لديَّ .. وتتأثرين بالإستجداء .. سخية فى مشاعرك وقلبك-





أمـي التى تعودت أن أسمع منها أن جدتي لم تكن رقيقة أبداً أمرأة صلبة قاسية القلب ..

أمــي التي كررت تلك الكلمات على مسامعي ولم أرى من جدتي غير محبة خالصه ..

أخبرتني أنها لم تكن هكذا رقيقة وهاشة .. جدتي التى تعودت منها أن تمسح بيدها على خصلات شعري وأنا نائمة مطمئنة بين فخذيها .. تخبرني أمي أن الزمان مر وترك أثره عليها فانحنت له .. بفقد جدي إنتُزع منها الفؤاد وتم إستبداله بفؤاد آخر هش رقيق وخائف على خمس فتايات دون أب ..



أخبرتني عن القسوة والجمود وقلبها المتحجر الذي لا يلين للدمع أو التأوهات ..

ولم أصدق أمي ..



أمـي لم تسامح جدتي لا لما تخبرني به من قصص وهمية وظلم وقع على جدتي وإن كانت قد فعلت فإنه فعل حب لا كراهية خوف أمرأة لم تكمل الإعدادية على بكريتها ..

أمـي لم تسامح جدتي على قسوتها معها ..

كنت قد تعودت على نبرة المرار في حلق أمي حين تقول أمي لم تكن رقيقة هكذا فى الماضي ..



أمـي لم تسامح جدتي على قسوتها .. وأنا أحاول أن أسامح أمي التى أصبح فؤادها هش على قسوتها التي لا تصدق إنها كانت بها وربما لا تتذكر إنها كانت كذلك .. وربما تسأل نفسها متى أصبحتُ هكذا ؟!



أمــي امرأة عظيمة بحق .. أعشقها كعشق الأحبه .. لا تتملكني غيرة إتجاه الأشياء أو الأشخاص سواها .. ولكني وبفعلها أصبحت لا أبالي وغادرتني الغيرة .. ثم تسألني مابالي لا أبالي ؟!



كنت منذ الصغر لا أنفك أخبرها صوتك عالي ، قاسية جداً ولا أرى لكي دمعاً ولا يداً حنون ولا تضمينني إلى صدرك لأنك هاشة وخائفة ، حزينة يا أمي .. أمكِ لم تضمكِ فلم تضمينني .. لم أتجاوز التاسعة وأخبرها بذلك ..

وعوقبت بشده على وجنتي لأني أصبت ..



أمــي يحُبها الكثير ويهابها الكثير امرأة ناجحة وذكية ،محبوبة ومستقلة .. نسيت نفسها .. ثم لاحظت أنها نسيتها فعادت إليها متأخرة ..



أنظر لأمي قائله: ما كانت تقول عن جدتي "الزمن هدها" أمي أظهرت العصفور الحبيس بداخلها .. لم أرى لأمي دمعاً قط .. وياليتني ما رأيت .. دموع أمرأة لم تزرف دمعة فى حياتها السابقة أمر قاسي ومؤلم مخيف .. يزلزل كيانك ..



ماذا فعلت فى نفسك يا أمي ؟! ماذا أتعب قلبك ؟!

أخاف أن أدعو على ما أتعب قلبك فيزداد نزيفاً !



أمــي رقيقة ببؤس لم أرى له مثيل قط لما أخفيتي رقتك لما قسوتي عليَّ وسخرتي من دموعي يا أمي ؟!

كلما بكيت فى الماضي كانت تخبرني : "هل إنتهيتي من التمثيل" .. والله يا أمي لقد شكوتك لله مراراً.. فلم يكن غيرك يؤلم قلبي لأنه لم يكن هناك أحداً أحبه سواكي ..

وربما أكن في مرة من تلك المرات دعوت الله أن يذيقك دمعاً كدمعي .. كنت صغيرة كنت متألمة .. ولكني أدعوه الأن أن يأخذ من سعاداتي وضحكاتي ليمدك بها .. أدعوه أن يصون قلبك أن يحبك أن يحاوطك أمان ونوراً .. ويزيدك حباً وبهائاً ..



أخاف يا أمي كثيراً أن أكون حقاً قاسيه القلب كما أخبرتيني "إنتِ زي ستك نفس القلب القاسي" وما رأيت منها سوى حب وحنان ويد أمان .. نحن الثلاث يا أمي ثلاث فتيات صغيرات خائفات نحتاج للحب كثيراً ونتمرد عليه ونكابر بأننا لا نحتاجه ووقت ضياعه نبكي ونركض خلفه .. نحن الثلاث صغيرات بداخلنا حيوات وجنات بأنهار ولكن نحن حبيسات أنفسنا نخاف من الحياة فلا نحياها .. والحياة لم يمنعها عنا أحد بل نحن المانعات .. نعم نحن المانعات وبيدنا الحل لأنفسنا .. وبيدنا مفتاح القيد ..



يا أمي أخاف كثيراً لأنني أشبهك كثيراً وأنتِ خير من يعرف ماذا أقصد بهذا الخوف ..
وأخاف عليكيِ وتخبريني بأنكِ تخافين مني ! .. "طويلة اللسان متمردة" ولكنك أبداً ما أخبرتيني أن ما أقوله لكِ عنكِ كذباً ! 



أحذرك يا أمــي لأن بي بعض الحذر .. أخاف الناس على عكسها .. ولأني أخاف الناس أجيد قراءة البعض وبي صفة سيئة أميل إلى تحليل شخصياتهم ..

أحذرها من بعض الأشخاص فتذمني وتخبرني بأن أكف عن ظلم أناس جيدون للغاية .. ثم بعد حين ينكشف ما ينكشف وأخبرها يا أمي وجــعك هذا ما كنت أخشاه .. فتبكي ثم تبكي فيزداد إحساسي بأن أحاصرها حماية أن أكون درع رادع وقوي وصلب ,,



فأصبحت تكتم ما تريد أن تحكي عن الناس لي خوفاً من أن أخبرها أن تحذر إنهم أوغاد ...

أصبحت تخاف مني أن أخبرها عن الناس شيئاً .. وأنا طوعت نفسي بالا أغير عليها لأنها أختارت غيري كثيراً وأعلم يا أمي أن غيري غير باقي لكِ .. ولقد نجحتي يا أمي فى أن لا أبالي لكي وأنا مريضة بحبك حد العبادة والإجلال .. اللهم إني لا أشرك بك أمــي ولكنها رحمة منك أوجعت القلب وأشقته وهي تعلم ..



أرى محبيين أمي كما المُريدين .. فخورة بها .. متألمة منها عليها ..

أمي الجميلة صاحبة الضحكة الذهبية وصوتها الرنان وجهها مكتمل الإستدارة كالبدر ليلة تمامه وإكتماله .. أمـي المترددة سريعة إصدار الأحكام .. المتأكدة جداً حين إختياراتها السيئة ودائما تخبرني "بكرة تعرفي-فأضحك كثيراً حينما أثبت لها العكس-" .. والضاحكة وقت عصابيتها وغضبها ..

أمــي .. "ســـت الستات" ..



أمــي التي أملك لباس قسوتها الخادع الذي يواري حُسناً وخوفاً ورقة وجنات .. لا يدخل جناتنا يا أمــي سوى من أثبت جدارته بالدخول ..



لازلت أخاف عليكي كأبنتي ليس كأمي مريضة بحمايتك .. أعرف أنه من أفعالي الحمقاء أفعل ذلك مع جميع الأحبة أكون أم مسئولة دائمة القلق والخوف أحمل هم الحماية والتحصين من الأوجاع والأوجاع تحدث دوماً تحدث .. وأعاقب من أحب حيث الإقصاء باللا مبالاه وعدم السؤال ..



مهما قسوتيِ مهما أبتعدتي مهما إخترتي فأنا يا أمي طوعاً وكرهاً أخترتكِ وفخورة بكِ ومعكِ فى كل قرار مؤيدة ومصوبة .. إختاري من تشائين ولكن رغماً عنكي إختارني الله أن أكون أبنتكِ ..



قاسية أنا كجدتي كما تقولين ولكنك تجهلين إنني قاسية مثلك .. لا تنظري إلى المرآة لترين ذاتك ولكن أنظري إليَّ بلا خشية .. ربما أشبه الضمير القبيح .. ولكني لا أرق إلا لكِ ..



وأعلم إنكِ تخافين من قولي المريض فتظنين بي إنني أحتاج العلاج ..

كل مرض بي هو منكِ وأنا أجيد التمثيل فأقنعك بما تريدي أن تري مرة أعاني من أمراض نفسية مرة معقدة ومرة بي مس ومرة أغير حد الجنون من إحداهن .. أعطيكي ما تريدين أو ما تظني أنه أصابني ولكني سليمة إلا منكي .. ولا أغير من أحد عليكي بل أغير منكِ عليكي ..من ظلمك وقسوتك على نفسك يا أمــي .. يا أبنة النــفــيــســة ..



أمـي أنا أعرف كيف أحب وأعرف كيف أعيش ولكني فقط أريد أن أشرككِ فى تلك الحياة فلا تُقصيني وأدني وأقتربي .. فقلبي لا يملكه أحداً سواكي ..



وأفخري بأمكِ إننا نشبهها وإن كان ما تخبريني عنها حقاً فهو فعل الحب الذي هيج الغيرة والخوف .. حب بجهل يا أماه ..

والله يغفر فعل السوء بجهاله ..ما بالك إن كان حب بجهاله !



فلينير الله بصيرتك يا أمي لطلما كنتي ولازلتي شيختي .. وأنا مريد لست بمجتهد ولكني عاشق ..

جعلني الله نعلاً لقدميك وهداني لكِ وأنار الله بصيرتك وأنزل سكينتة على قلبكِ ويشرح صدرك .. ويزيل من قلبكِ الأوجاع .. ويبعد عن طريقك الأوغاد ..



ولتعلمي يا أمــي كثرة صمتي خذلة وألم وحسره خوف من أن تتألمي ..

لقد أفتقدتك بالفعل .. لا أحد يشبهكِ سواي ومن قبلنا جدتي .. نحن وجهان لأم واحدة .

 قسوة باطنها رقة وخوف .

أكتُب هنا ربما يوماً ما تتفهمين .. وربما تقرأين أو لن تقرأين ،،

أُحُــبـــكِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق