الجمعة، 30 أبريل 2021

طوف إنتقام

 

لم تكن الملائكة لتطوف حولك

لم تكن الملائكة لتعرف اسمك

لم تكن الملائكة لتحضر صلاوتك .. لولا ذكرتك لهم

ليس للنقاء يد بمعرفتي بهم ... صدافتهم ذات يوم كنت اسقط من السماء فحملني احدهم

كنت أهوى فى ابعاد اخرى ، بين عوالم كثر .. وسنوات بعيدة متداخلة

حتى هويت فى رحم وبدأت طقوس الولادة

ثم سقطت انت بقلبي .. ولأني اعرف دروب السماء

واحفظ اسماء الملائكة ،، ولأن هذا العالم الجديد موحش ووحيد كنت اعرف كيف اشعر بمن لم اعد آراهم

واستدعي أحبائي واصدقائي الملائكة وأخبرهم انني فتاة سماوية احببت أرضي تخلو نفسه من الفضيلة ، مشوه الخلق مضطرب النفس

انا حكائة جيدة ، كنت اسرد لهم اساطير عنك وكيف انك بطل لدى اهل الارض ضعفاء النفس .. وانك قديس وانك نبي وانك حامي وانك لا شيء من بين ذلك ، لكنها فريضة على كل روائي سرد حكاية خرافية تسمعها وانت جاحظ العينين منصت بكل إنتظار لما يآتي لاحقاً  

 

كنت اسقط من السماء الى جوار نافذتك فى احد الابعاد السبع وكنت اسقط لسنوات وكل عام استريح الي جوار نافذتك .. اراك حزين صامت واراك تحدث شبيهتي بكل قسوة ..

وظللت اهوى حتى هويت فيك .. وبحثت عنك فى تلك الاسفار

بحساب سنوات أهل الأرض بحثت حتى وجدتني وما إن وجدتني أبتسمت كمن وجدت ضالته ، حتى بدأت تتلاشى لدى كل دفىء نثرته الكلمات بصدق .. تلاشيت ببطئ سريع

وكأنك حين وجدتني بدأت تسقط في عالم ما بعد الارض كنت انا سماوية وهويت الى الأرضي ، ولتهرب من السماوية سقط الى اسفل من اسفل أرض ..

حيث تكمن براكين أهل النار .. والنار لا تحيل شيء الى طيب بل تحول ما هو اخضر الى بني ثم اسود ثم رماد ..

 

لا سلم الى السماء ولا قطار الى اعماق الارض ..

ذلك القلب البشري غريب لا ينسى ولا يتجاوز ولا يتجدد ..

لكني حكائة رائعة تسمع صوتي الملائكة وتنثر حكاياتي الخرافية عنك فى كل ارجاء الكون ، اصبحت انت نبي وانا بعد احتراق اجنحتي مريد لا ينظر له النبي .. فأي نبوة تلك حصلت عليها من يد سماوية ؟

ويجب ان تستمر حكاياتي .. بالرغم من انها كذبات عن معبد بنيته واصنام من شخص بعيد بغيض سقط فى تراب الارض فأصبح من الغيلان .. لكني اصابني شيء يصيب قلوب أهل الارض .. فيحيلهم الى بنائين حكائين ، بشرود عظيم وقلب كليم .. شعراء حيلتهم الوصف ، ووسيلتهم اللسان ، دهاء بالكلام

ولأنني أعرف فن الحكي وأعرف أن أخيط ثوباً من كلمات كما جعلتك فى سبع سنين من السقوط نبي أعرف كيف أقلب موازين الرواية ، وكيف أن يهود موسى سرقوا مني الألواح وغيروا ملامح النبي الحقيقي وأنك من الذين قدسوا العجل ، وأنك كنت مع من فتنوا بني إسرائيل ، وأن موسى أخذ بلحية أخيه بسبب فاسق مثلك وأنك لم تكن يوماً نبي وأنك دميم ، أنا حكائة جيدة لكني كسولة ولكن أعرف كيف تتم كتابة الروايات وأعرف فى النثر حكايات وأعرف كيف أدمر قصة بدأتها وأحبها الخلق لأعيد القصة من أول كان يما كان ..

لم يكن هناك قصة ولا كان هناك غيلان ..

لم تكن يوماً ذكياً ولا كان لك أعمام ، كنت وحيد بغيض ، تهرب منك الأخدان ..

أياً ما يكون لولاي ما عرفتك السماء ..

لم تكن تعرفك الملائكة قبلا .. لم يكونوا ليصلوا كلماتك الى السماء لولا دعائي .. لولا حكاياتي .. لولا ان اقنعتهم كيف انك ولي متخفي وانك قيصر ونبي وحكيم وانك حقا حقا لا شيء على الاطلاق

لم تكن السماء لتفتح ابوابها لك لولا سمحت انا

 

الخالق أعظم حكاء قص علينا حكايات صالح وموسى وآل ياسين ، غرقنا فى بطن الحوت ودعونا فى الظلمات بين المحيطات ، حتى أستجاب الخالق الأعظم لستر عورة آدام بعد أن خافت حواء من فراق آدم فآكلا وطفقا يواريان عوراتهما بورق شجر الجنة ، الله يحب أن يلقنا دروسهم بالحكي وأنا أحب الله وأعرف كيف أحكي ، وأعرف كيف أجعلك شيطان نفس صاحب الحوت ، وأعرف كيف أجعلك الثعبان الذي همس فى أذن أدم وحواء ، وأعرف كيف أجعلك أبليس تقف مذموم خلف باب الجنة تطلب العفو والسماح فى أكبر مسائل الفلسفة تعقيداً ، وأعرف كيف قد تفتح السماء بابها لإبليس وتغلق كل باب فى وجهك حتى وإن كنت قديس

 

تعرف جيداً إنك وقعت تحت مخيلة حكائة وإنك بما فعلت ، خلدت فى أذهان النساء سمويات  كن أو ارضيات بأنك هارب جبان خائن وضعيف وأنك لا شيء ليتك عبثت مع أي أمراءة آخرى غير تلك التى تعرف أصل الحكايات وكيف تبدأ الكتابات ، سوف تدعو عليك النساء ، وفى كل قصة تلدك أمرأءة تقتلك رجماً ، تصيب كل الرجال بلعناتك فكلما وجدوك فى سطور كتاب حرقوك ، وتلبس الصغيرات تمائم وتحيطهم أمهم بنجمات داود لتحمي فيهم القلوب ، من فتنة غول الارض أبن أبليس ، الذي يآتي بثوب العفة والفتنة والجمال ، حتى ما إن ضحكت وكأنك فهد كشر عن أنيابه فرأيت منك أنك مجرد ضبع جبان يقتل من أجل القتل ، الفهد نبيل الضبع جبان وقبيح .... غاية الفتنة صيد الفريسة لا يثبت بأنك صياد ماهر ، الصياد لدية هدف وغاية يحب فريسته لم يكن هدف الفهد يوماً الصيد بغاية القتل ، كم قتلت الضبائع غزالات بغير جوع ؟!

 

أعرف كيف أدمر سيرة كتبتها ونفخت فيها الطيب وزينتها بالألماس وكيف أحول الأبطال إلى أندال ، لكني الأن أستمتع لحيرتك وأنتظارك ، لرؤية كيف أخيط النهاية ,,

أنا لا اكتب النهايات سوف تحمل صخرة يا حبيبي صخرة مستديرة تصعد بها أعلى الجبل فتسقط منك وتركض خلفها تحملها وتصعد بها حتى نهاية الزمان .. وأعيد كتابتك فى الأزمان تارة فارس تارة ثعبان وتارة شيطان وتركض أنت خلف صخرتك وأكتب أنا حكاياتي .. لتظل تتحول من طاوس بين الملائكة لمسخوط بعين واحدة وقرون .. تتعوذ منك النساء ويلعنك الرجال وتلبس الفتيات النواهد فى صدورهن التمائم خوفاً من إقترابك ..

والأن لا تصل دعواتك إلى السماء ولعنتك وحدة طويلة ، ترى الناس حولك وتظل تغرق وصوت الحسرات والدوموع وأستجدائات النجددة لا يسمعها أحد سواك .. وحيد بكل زحام الكون ، نفس خاوية بين كل هذا الجمع من أولااد وبنات آدم .. 

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

نهاية جديدة

 

لا أرى بوضح ولا أصدق شيئاً رؤيتي مضطربة كسطح ماء تهطل عليه الأمطار

قلبي مرتجف مرتعش مختبئ في أضلعي يريد الهرب من صدري لأن صدري أصبح ثقيلاً على قلبي وعلى نفسي ..

العالم هذه الأيام أصبح ضيقاً جداً على كل تلك المساحات الواسعة من البحور والصحاري ، وبكل الأماكن لا يسعني مكان لا أنتمي إلى أرض بعينها ..

وبكثرة المخلوقات والأنفس ليس لي نفس بداخل أي نفس .. حتى جسدي لا ينتمى إلى روحي ..

أعلم إنني لا أنتمي لتلك البقعة من الأرض ولا إلى هؤلاك القوم ..

ليس الزمن قبيح بال قبيح الزمن بالناس ، شرور وخداع وأنفس تحمل ضغائن وخناجر من السموم ، من أين تأتي تلك القدرات على الأذية من أجساد بالية خلقت من طين ؟

كيف لا يؤثر بهم وجود الرب كيف لا يرون الرب ؟ كيف لا يخشونه ، مجرد ذكره يوترني إن فقط شكوته وطلبت منه إيذاء من ألمني بالمثل .. ثم أتراجع فأنا أيضا لي جسد بالي من طين ..

لا أعلم لم تم نفي إلى تلك الأرض ، أنا لا أنتمي لهم ولا أشبههم ، لا أعلم لم تم حرق أجنحتي وهويت من السماء إلى الأرض ، مع إبليس ولم أكن مثله ولا أشبهه ، فقط الخوف يتملكني والرعب سرى فى جسدي وأجنحتي شلت فى الحال ولم تتحرك أجنحتي وفتحت تحت أقدامي السموات فهويت بلا جناحان إلى أرض عطنة بأهلها ، يفسكون الدماء يحلون الحرمات ويقطعون الأرحام ، ويأكلون من صدور بعضهم البعض ..

وأنا لازلت أخاف وأختبئ ، فى السماء لم تكن بيدي حيلة وفى الأرض ليست لي حيلة !!

لا أب فى السماء ولا وأب فى الأرض ..

دعوته فى السماء ودعوته فى الأرض ..

وحيدة فى السماء ووحيدة فى الأرض ..

من كائن نوري إلى كائن منفوخ فيه من فخار ..

ماذا يكون طوري الجديد ؟ سمكة .. سمكة بأشواك وحيدة فى الأعماق المظلمة لا وحش يأكلها ولا أب أو صديق وظلمات تحتها ظلمات ..

لست من القشريات ولست أرضية .. كنت نورانية ونفيت بلا أسباب إلى الأرضين يحثونني على العصيان والنكران ، يأمروني بالكفر والجحود ، وأنا كلما نفيت من عالم إلى آخر من جسد إلى آخر أخبرهم ان للرب أمر نافذ في .. يوماً ما ترتاح روحي من أجسادي العديدة وأجلس تحت العرش أمجده وأسبح بحمده وأذكر أسمائه وأتلذذ بصفاته وأعرف حكمته فى كائن ضيف وحيد مشوه مثلي ..

كائن أغترب فى سبع عوالم .. وضاقت عليه السموات والأرض وليس له بأي نفس متسع ..

عيون جائرة وجفون متورمة ، سبعون شعره بيضاء  ، وقلب واحد كلما سقط عليه سواد الدنيا أبيض وكلما كسر كلما إنفطر ، زاده الألم كفراً بالدنيا وأمن بالله .. مظلم حوله مستنير فى داخله ..

لكنه الألم أسمع صفير صدري ، وصوت تكسر القلب يطقطق كلما نظرت بداخلي ، لم تعد تكفي الضماضات ولا حضن يسع ولا مكان لي بوسع الأرض ولا نفسي لي وسط الخلق ..

أستسلم .. تدخل يارب ..

السبت، 11 أبريل 2020

مـن الـفـكــر ..





تسألني لما ؟! حقاً تتسأل ؟
سوف تغضبك الإجابة قليلاً ثم ترضيك لأنك رجل أحمق كجميع الرجال تمثل لديكم الهزيمة إنتصار .. لكنها لم تكن يوماً هزيمة ولم يكن يوماً إنتصار !

حسناً لنرى

ماذا علي اخبارك أأخبرك بإنني بعد أن أديت الصلوات الخمس ، وطقوس التنظيف اليومية وإطعام أهل البيت ، حتى إطعام الجراء وسقاية الزرع وممارسة الرياضة ، الكتابة و القراءة بعض التأمل ومن ثم مشاهده جميع المسلسلات .. أشعر بالإسترخاء إلى حد كبير والسعادة تتسلل إلى نفسي على إستحياء .. وأفكر فى عملي فى الصباح .. وبعد الأعمال الشاقة التي تجنبني الخوض فيما لا أحب ..

ثم تضرب الطبول فى رأسي تقرع بشدة، أعرف صوت تلك العاصفة وأعرف ما يآتي لاحقاً إنه أنت تآتي تدخل متسللاً من أبعد ركن فى عقلي ذلك الركن الذي أحكمت إغلاقه طوال اليوم بأنشطة ، رقص، غناء، صلاوات، ذكر، لعب حتى بإفتعال المشكلات مع أهل المنزل الصغير .. أيام العمل ربما تآتي أو لا تآتي لكني أخاف العطلات وها نحن ذا !!

تآتي بمنتهى التبجح وتنظر إلىَ داخل رأسي بعيني مبتسماً إبتسامة ثقة وكأنك هزمتني ثم تحتضنني بشدة تؤلم أضلعي تعتصرني أكثر منه إشتياقاً فأنت تنتقم مني لماذا ؟ لا أعرف لكن هكذا أنت .. وكلما قاومت وأغلقت عيني وطردتك خارج عقلي تعتصرني بقوة أكبر أكثر فأكثر .. لا فائدة من المقاومة ..

فأرخي قبضت عقلي وأرخي يدي لتتسلل مجدداً من أركان عقلي إلى أضلعي لتستقر طوال الليل بقلبي وتقرع الطبول مرة أخرى ما بين غضب ولوم لنفسي ..

لقد صنعت وحشاً لا يأكل سواي وحشاً من وجه أحد مألوف قد رحل بعيداً ومن وحل أفكاري بنيت لك قصراً مهجوراً إلا من العفن وكلما زاد العفن زادت قوتك فلا فرق بينك وبين العفن ، وأنت تتغذى على حطام عقلي وضعف قوتي ، حينما تخور قوتي لا تنهش بقيتي فتقضي علي إنما تذهب إلى أقصى الأركان فى عطن قصرك وتنتظرني أجدد قوتي وأستعيد نشاطي ، لتعود هكذا ليلاً أو حتى وسط الجموع وإنك قاس وبارد كصاحبك الأصلي الذي صنعتك منه ، تحب أن تأتي بينما أنا تحت الأضواء أو حينما يحملق أحدهم فى قلب عيناي ما إن فعل أحدهم هذا فقد السيطرة على عقلي وتحتل جسدي وتأكل من أحبتي من تأكل .. تتلبسني كشيطان غاضب بكل تبجح وغيرة كأبليس تأكل كل من سولت له نفسه بأن يتغزل في أو يقترب مني ..

لذلك أحلتني لما أنا عليه الأن وحيدة بمحض إختياري، حفاظاً على أحبتي، فبدلاً من أن تأكل صدور أحبتي تركتك تأكلني وحدي ويبدو إنني أكفيك .. فأنا سريعة التجدد وكل يوم أحاول النجاة وذلك يجعلك أكثر قوة لتلاحق فريستك ..

كيف تتحول من حلو المزاق ، رقيقاً أحياناً إلى وغد هكذا ، حتى إنني ما عدت أذكر صاحب القصة الأصلية الذي كنت عليه والذي أخرجتك منه ، لم يبقى من شخصه سوى وجهه وجسده لأشكل أنا الشخصية على ذلك الوجه كما أحب ولكني ما إن بدأت فى خلقك وجعلتك لعبتي ما إن حقاً بعثت فيها الروح وأصبحت الدمية قاتلة أكثر مما ينبغى ولتعيش يا وحشي يجب إطعامك وأنا أطعمك بإطعام فكري بشهوة ذكرك ، الأفكار تعجبك كثيراً وأنت تأكلني كل ليلة بلا هواده أو رحمة ..

لقد مللت من أن تأكلني حية كل ليلة، وأيضاً مللت من ليالٍ أسيطر عليك وتصبح فيها رقيقاً طيب القلب حتى أكاد أصدقك فتأكلني طيباً كنت أم قاسياً ..

كتلك الليالي تذكرها ؟



افعل ما بوسعي لأجنب ذاكرتي من العبث فى زواياها والبحث عنك كنت

أهرب لكتاب ذو سبعمائة صفحة وأخبر نفسي كتاب كبير كان ليعتبره مملا لن يآتي ويقرأه فهو لا يحب المماليك ولا يملك طاقة لسبعمائة صفحة ، فلقد كان يمل مني، يمل من الاحاديث يمل من الكتابات، لن يآتي ..



أفتح كتابي وأغرق بين الصفحات ليل نهار حتى أتت زينب بطلة القصة يحتضنها المملوكي ، فسمعت أحدهم يطرق باب غرفتي ولم ينتظر جوابي بالدخول ، فدخلت دون إذن ابتسمت لي واخبرتني أكملي قراءة فأنا مستمع جيد ، لم أنظر إليك فلقد خفت أن تعبث بي وبعقلي ..

جلست الى جواري تستمع إلي أسرد قصص المماليك بصوت عال وانا تعبت من الجلوس فأستلقيت قليلاً لأجدك مستلقي إلى جواري فضممتني بزراع واحد وانا أنظر إليك، أتتني الحيرة ولا أعرف ماذا ستفعل بي أرجوك أخرج من رأسي .. تضمني بقوة أكثر الان بكلتا زراعيك .. وانظر إلى وجهك بكل علامته لم تنقصه علامة واحدة -حتى بكل تلك الغلظة والقسوة لازلت أراك جميلاً ،تحمل ملامج رجل بدائي ولكني لم أحب مظهرك ولم أحب شخصك والله لا أدري ماذا أحببت هناك بذلك الكيان المظلم ؟!- ..

وتخبرني حبيبتي أكملي القراءة أحب صوتك ، وأكمل قراءة حتى يغلبني النعاس بين يديك لأستيقظ وانا اعلم انك لم تكن هنا البارحة حقاً وأن خطة هروبي من شهوة ذكرك وحيرة اسبابك تحولت إلي جسد وواقع ملموس كلما هممت أن أتغلب عليك بكتاب ما ، تغلبني بقسوة رقيقة كنت هنا وأنت لم تكن هنا يوماً !

أقسم أنني لن أنهي الكتاب وأرميه إلى جوار كتاب تافة أهديتني إياه ولم أمسه إلى اليوم ؛

يجب آلا تغلبني أنت وذاكرتي ، لن أقرأ الكتاب الذي يحضرك إلي حياً مماليك أنت لا تحب المماليك ! ذلك الكتاب يحضرك وينسيني حتى إنني غاضبة منك وعليك، لكن تعلم ماذا أحنس بقسمي وأنهي الكتاب فى ليلتين حتى أطيل النظر إليك وأنت على الكرسي المقابل لي تستمع بإنصات وإبتسام .

أشاهد أفلاماً أعلم أنها ليست المفضلة لديك فأنت واقعي ممل، وكأنك رجل دبلوماسي شديد المكر كثعبان، ذو شعر ابيض وجسد ممتلىء وعقل رزين ، ولم يكن شعرك أبداً أبيض بل أسود بسواد تلك الليال الباردة .. فأشاهد كل ما هو عكسك لأجدك خلفي تشاهد بإنصات .. تمسح دمعي عند كل مشهد ضياع أو موت أو حتى فراق ساذج .. وتضحك معي وتنظر في عيني كأننا وحيدين في هذا العالم .. وتشرب معي من كوب الشاي مع حبات الياسمين التي تكرهها تشربها معي من نفس الكوب ، وأستبدل حبات الياسمين بالنعناع حتى لا تشربها فلاربما لا تأتي، وأيضاً تأتي لتشرب من نفس الكوب شاي ثقيل الظل مثلك وتأكل حبات النعناع وأنا أختلقت كونك لا تحب شاي الياسمين لأنني لازلت لا أعرف عنك الكثير !!

أتحب الشاي مع حبات الياسمين ؟!

ماذا بك تآتي جميلا كمالاً عكس ما كنت عليه ، بل أفضل بكثير ، أكثر بهائاً وإكتمالاً !!

صنعتك كما يجب أن تكون أفضل بكثير حتى مما تريده لنفسك ، فلم أعرف عنك الكثير ..



أهرب وأهرب منك أفعل كل ما تكرهه كل ما يعتبره رجل شرقي مثلك إهانة لشرقيته وخطأ فادح تهتز له الأصول الذكورية ، أفعله بصدر رحب .. فألبس كالرجال ، وأودع تلك التنورات والفساتين حتى شعري أربطة دائماً واقود دراجتي إلي العمل أبادل رجال الأمن على مداخل البوابات النكات وكأنني الشاب الذي قد يثير انتباهي كفتاة ! ، ولا أبالي للأراء الذكورية حتى التي أقتنع بها تجدني دوماً ضدها وأنا فقط ضدك أنت ..

ومع ذلك تآتي بكل بجاحة تآتي ! أهرب إلي الموسيقي والغناء فتارة ترقص معي وتارة تغني لي ومعي .. بصوتك الذي سحرني أكثر من وجهك .. حسناً كان الصوت الذي سحرني والأن وقد تلاشى لما بقيت أرجوك تلاشى كصوتك !!

أستمع لموسيقى أعلم أنها ليست بلونك المفضل وأنها تزعجك كثيراً وبين الصخب والغضب أراك تلبس الأسود، قميص أسود وتهز رأسك فى إعجاب بالموسيقى التي لا تعجبني ولا تعجبك ، كيف أخرجك شيطان كنت منذ إلتقينا وشيطان لازلت بعد أن أبتعدنا ماذا بك ؟ لما الأوغاد يظلون أوغاداً فى قرب أو إبتعاد ؟

ماذا بك أو ماذا بي لعنه حبيب لم أحبه إلا حين أبتعد، حين تلاعب بجدران عقلي !!

وماذا عن تلك الذاكرة السخيفة التي ما إن عبرت رائحة طيبة جلبتك لي واضحاً مجسم بطول سنتيمتراتك ووسع ضحكتك التى نادراً ما كنت أراها، وصوتك الرخيم ، مابال ذاكرتي تعلق بين الروائح والأصوات ؟! فهذا أكثر ما يجذبني ويخلد فى ذاكرتي ، عندما غادرت الجدة منذ أكثر من خمس وعشرون عاماً لازلت أشتم رائحتها وأسمع صوتها كوميض ضوئي لكنه ضوء داخل أذني !! وصدقني لن أحتملك داخل جلدي ولا أذني أكثر من ذلك أنت غير مرحب بك أرحل ..

أتعلم ما أفعله أيضاً لتجنبك ؟

لأنني آراك فى كل المارة فى الشوارع والأزقه أجلس لأستريح فى مقاهي رخيصة أعلم جيدة انها لا تعجبك على الأطلاق فأنت متكلف ، وأراهن نفسي أنك لن تأتي أنا حتى أستحي أن أجلس وسط هذا القدر من العفن والحيوانات المارة ونظارات المتسائلين ممن حولي فأنا لا أشبة الفتايات اللاتي يجلسن على تلك المقاهي ، وتآتي بحذائك الممزق لتشبههم وتتحدث عن الإشتراكية التي لا أحتمل الحديث عنها أو عن أي هراء قد يتحدثون عنه لإثبات مدى الثقافة والتفتح ، ولا هي ثقافة ولا هو تفتح هي حيلة صنعها أوغاد ليصل رجال تلك المقاهي لإعتلاء أجساد الفتايات تحت شعار الإشتراكية تشارك حياة تشارك مال تشارك جسد فتشارك سرير عهر تام ، ومع ذلك تتحدث مثلهم وأغضب منك فأدفع ثمن قهوتي التي شربتها وعلقت على مدى بشاعتها، وأنظر إليك فى غضب وأرحل لأرك فى عجوز يأكلني بعينيه، وأراك فى طفل يود أن ألعب معه ، وأراك فى فتى مزقته حبيبة راحلة ويتمنى فى حزن لو أصبح حبيبتة الجديدة لأصلح له ما فسد فى قلبه ، لكنه لا يدري إنك تعيش بداخلي تتغذى علي تأكل شتات روحي وتنظم الفكر بداخلي لتأكلني من خلاله .. لا يعلم إنه لدي وحشي الخاص ..

لا يعلم أن زهرة مشرقة بالصباح ، شاردة وسط النهار ، يمزقها ثعلب شرس بلعاب يسيل فيقطع جسد فكرها بأسنان حادة ولا يلتهمها حد الموت ولا حد أن يكسرها فقط جروح لتشفى منها فى ليلة أو ليلتين ليستمتع بأكلها حية كل مرة ...

أعرف ما تسعى إلي لكني لن أسمح بهذا ، الزهرات يحببن الشمس وأنت مظلم فليكن إن كنت تخاف من ضوء النهار فلا يمكنك الإختباء فى هذا الركن بعد الأن لأني أزهر بداخلي من شمسي الخاصة وذلك مصدري المتجدد من الطاقة ربما أحترقت كثيراً فأخمدت النيران نوري ولكني دوماً ما أتجدد وأزهر كزهره تتبع الشمس والأنوار ، ما بالك إن كنت أنا مصدر النور وكنت أنا الشمس فأستعد للرحيل قبيل أن تحرق بالنور .. والنور غير قاتل سوف يدخل إلى أظلم بقاعك ويحيلك من نار إلى نور ، من قبو إلى حديقة من قاتل متسلل إلى نبي صالح ..

أعرف كيف أضيء نوري وأعرف كيف أمضي حتى وإن تعثرت كثيراً سوف أستمر بالمضي .. مشياً جرياً زحفاً لا يهم المهم أن نمضي ..

أنا أكتب أترى هذا وأبتسم .