لم تكن الملائكة لتطوف حولك
لم تكن الملائكة لتعرف اسمك
لم تكن الملائكة لتحضر صلاوتك .. لولا ذكرتك لهم
ليس للنقاء يد بمعرفتي بهم ... صدافتهم ذات يوم كنت اسقط من السماء فحملني احدهم
كنت أهوى فى ابعاد اخرى ، بين عوالم كثر .. وسنوات بعيدة متداخلة
حتى هويت فى رحم وبدأت طقوس الولادة
ثم سقطت انت بقلبي .. ولأني اعرف دروب السماء
واحفظ اسماء الملائكة ،، ولأن هذا العالم الجديد موحش ووحيد كنت اعرف كيف اشعر بمن لم اعد آراهم
واستدعي أحبائي واصدقائي الملائكة وأخبرهم انني فتاة سماوية احببت أرضي تخلو نفسه من الفضيلة ، مشوه الخلق مضطرب النفس
انا حكائة جيدة ، كنت اسرد لهم اساطير عنك وكيف انك بطل لدى اهل الارض ضعفاء النفس .. وانك قديس وانك نبي وانك حامي وانك لا شيء من بين ذلك ، لكنها فريضة على كل روائي سرد حكاية خرافية تسمعها وانت جاحظ العينين منصت بكل إنتظار لما يآتي لاحقاً
كنت اسقط من السماء الى جوار نافذتك فى احد الابعاد السبع وكنت اسقط لسنوات وكل عام استريح الي جوار نافذتك .. اراك حزين صامت واراك تحدث شبيهتي بكل قسوة ..
وظللت اهوى حتى هويت فيك .. وبحثت عنك فى تلك الاسفار
بحساب سنوات أهل الأرض بحثت حتى وجدتني وما إن وجدتني أبتسمت كمن وجدت ضالته ، حتى بدأت تتلاشى لدى كل دفىء نثرته الكلمات بصدق .. تلاشيت ببطئ سريع
وكأنك حين وجدتني بدأت تسقط في عالم ما بعد الارض كنت انا سماوية وهويت الى الأرضي ، ولتهرب من السماوية سقط الى اسفل من اسفل أرض ..
حيث تكمن براكين أهل النار .. والنار لا تحيل شيء الى طيب بل تحول ما هو اخضر الى بني ثم اسود ثم رماد ..
لا سلم الى السماء ولا قطار الى اعماق الارض ..
ذلك القلب البشري غريب لا ينسى ولا يتجاوز ولا يتجدد ..
لكني حكائة رائعة تسمع صوتي الملائكة وتنثر حكاياتي الخرافية عنك فى كل ارجاء الكون ، اصبحت انت نبي وانا بعد احتراق اجنحتي مريد لا ينظر له النبي .. فأي نبوة تلك حصلت عليها من يد سماوية ؟
ويجب ان تستمر حكاياتي .. بالرغم من انها كذبات عن معبد بنيته واصنام من شخص بعيد بغيض سقط فى تراب الارض فأصبح من الغيلان .. لكني اصابني شيء يصيب قلوب أهل الارض .. فيحيلهم الى بنائين حكائين ، بشرود عظيم وقلب كليم .. شعراء حيلتهم الوصف ، ووسيلتهم اللسان ، دهاء بالكلام
ولأنني أعرف فن الحكي وأعرف أن أخيط ثوباً من كلمات كما جعلتك فى سبع سنين من السقوط نبي أعرف كيف أقلب موازين الرواية ، وكيف أن يهود موسى سرقوا مني الألواح وغيروا ملامح النبي الحقيقي وأنك من الذين قدسوا العجل ، وأنك كنت مع من فتنوا بني إسرائيل ، وأن موسى أخذ بلحية أخيه بسبب فاسق مثلك وأنك لم تكن يوماً نبي وأنك دميم ، أنا حكائة جيدة لكني كسولة ولكن أعرف كيف تتم كتابة الروايات وأعرف فى النثر حكايات وأعرف كيف أدمر قصة بدأتها وأحبها الخلق لأعيد القصة من أول كان يما كان ..
لم يكن هناك قصة ولا كان هناك غيلان ..
لم تكن يوماً ذكياً ولا كان لك أعمام ، كنت وحيد بغيض ، تهرب منك الأخدان ..
أياً ما يكون لولاي ما عرفتك السماء ..
لم تكن تعرفك الملائكة قبلا .. لم يكونوا ليصلوا كلماتك الى السماء لولا دعائي .. لولا حكاياتي .. لولا ان اقنعتهم كيف انك ولي متخفي وانك قيصر ونبي وحكيم وانك حقا حقا لا شيء على الاطلاق
لم تكن السماء لتفتح ابوابها لك لولا سمحت انا
الخالق أعظم حكاء قص علينا حكايات صالح وموسى وآل ياسين ، غرقنا فى بطن الحوت ودعونا فى الظلمات بين المحيطات ، حتى أستجاب الخالق الأعظم لستر عورة آدام بعد أن خافت حواء من فراق آدم فآكلا وطفقا يواريان عوراتهما بورق شجر الجنة ، الله يحب أن يلقنا دروسهم بالحكي وأنا أحب الله وأعرف كيف أحكي ، وأعرف كيف أجعلك شيطان نفس صاحب الحوت ، وأعرف كيف أجعلك الثعبان الذي همس فى أذن أدم وحواء ، وأعرف كيف أجعلك أبليس تقف مذموم خلف باب الجنة تطلب العفو والسماح فى أكبر مسائل الفلسفة تعقيداً ، وأعرف كيف قد تفتح السماء بابها لإبليس وتغلق كل باب فى وجهك حتى وإن كنت قديس
تعرف
جيداً إنك وقعت تحت مخيلة حكائة وإنك بما فعلت ، خلدت فى أذهان النساء سمويات كن أو ارضيات بأنك هارب جبان خائن وضعيف وأنك لا شيء ليتك عبثت مع أي أمراءة آخرى غير
تلك التى تعرف أصل الحكايات وكيف تبدأ الكتابات ، سوف تدعو عليك النساء ، وفى كل
قصة تلدك أمرأءة تقتلك رجماً ، تصيب كل الرجال بلعناتك فكلما وجدوك فى سطور كتاب
حرقوك ، وتلبس الصغيرات تمائم وتحيطهم أمهم بنجمات داود لتحمي فيهم القلوب ، من
فتنة غول الارض أبن أبليس ، الذي يآتي بثوب العفة والفتنة والجمال ، حتى ما إن
ضحكت وكأنك فهد كشر عن أنيابه فرأيت منك أنك مجرد ضبع جبان يقتل من أجل القتل ،
الفهد نبيل الضبع جبان وقبيح .... غاية الفتنة صيد الفريسة لا يثبت بأنك صياد ماهر ، الصياد لدية هدف وغاية يحب فريسته لم يكن هدف الفهد يوماً الصيد بغاية القتل ، كم قتلت الضبائع غزالات بغير جوع ؟!
أعرف كيف أدمر سيرة كتبتها ونفخت فيها الطيب وزينتها بالألماس وكيف أحول الأبطال إلى أندال ، لكني الأن أستمتع لحيرتك وأنتظارك ، لرؤية كيف أخيط النهاية ,,
أنا لا اكتب النهايات سوف تحمل صخرة يا حبيبي صخرة مستديرة تصعد بها أعلى الجبل فتسقط منك وتركض خلفها تحملها وتصعد بها حتى نهاية الزمان .. وأعيد كتابتك فى الأزمان تارة فارس تارة ثعبان وتارة شيطان وتركض أنت خلف صخرتك وأكتب أنا حكاياتي .. لتظل تتحول من طاوس بين الملائكة لمسخوط بعين واحدة وقرون .. تتعوذ منك النساء ويلعنك الرجال وتلبس الفتيات النواهد فى صدورهن التمائم خوفاً من إقترابك ..
والأن لا تصل دعواتك إلى السماء ولعنتك وحدة طويلة ، ترى الناس حولك وتظل تغرق وصوت الحسرات والدوموع وأستجدائات النجددة لا يسمعها أحد سواك .. وحيد بكل زحام الكون ، نفس خاوية بين كل هذا الجمع من أولااد وبنات آدم ..