لا أرى بوضح ولا أصدق شيئاً رؤيتي مضطربة كسطح ماء تهطل عليه الأمطار
قلبي مرتجف مرتعش مختبئ في أضلعي يريد الهرب من صدري لأن صدري أصبح ثقيلاً على قلبي وعلى نفسي ..
العالم هذه الأيام أصبح ضيقاً جداً على كل تلك المساحات الواسعة من البحور والصحاري ، وبكل الأماكن لا يسعني مكان لا أنتمي إلى أرض بعينها ..
وبكثرة المخلوقات والأنفس ليس لي نفس بداخل أي نفس .. حتى جسدي لا ينتمى إلى روحي ..
أعلم إنني لا أنتمي لتلك البقعة من الأرض ولا إلى هؤلاك القوم ..
ليس الزمن قبيح بال قبيح الزمن بالناس ، شرور وخداع وأنفس تحمل ضغائن وخناجر من السموم ، من أين تأتي تلك القدرات على الأذية من أجساد بالية خلقت من طين ؟
كيف لا يؤثر بهم وجود الرب كيف لا يرون الرب ؟ كيف لا يخشونه ، مجرد ذكره يوترني إن فقط شكوته وطلبت منه إيذاء من ألمني بالمثل .. ثم أتراجع فأنا أيضا لي جسد بالي من طين ..
لا أعلم لم تم نفي إلى تلك الأرض ، أنا لا أنتمي لهم ولا أشبههم ، لا أعلم لم تم حرق أجنحتي وهويت من السماء إلى الأرض ، مع إبليس ولم أكن مثله ولا أشبهه ، فقط الخوف يتملكني والرعب سرى فى جسدي وأجنحتي شلت فى الحال ولم تتحرك أجنحتي وفتحت تحت أقدامي السموات فهويت بلا جناحان إلى أرض عطنة بأهلها ، يفسكون الدماء يحلون الحرمات ويقطعون الأرحام ، ويأكلون من صدور بعضهم البعض ..
وأنا لازلت أخاف وأختبئ ، فى السماء لم تكن بيدي حيلة وفى الأرض ليست لي حيلة !!
لا أب فى السماء ولا وأب فى الأرض ..
دعوته فى السماء ودعوته فى الأرض ..
وحيدة فى السماء ووحيدة فى الأرض ..
من كائن نوري إلى كائن منفوخ فيه من فخار ..
ماذا يكون طوري الجديد ؟ سمكة .. سمكة بأشواك وحيدة فى الأعماق المظلمة لا وحش يأكلها ولا أب أو صديق وظلمات تحتها ظلمات ..
لست من القشريات ولست أرضية .. كنت نورانية ونفيت بلا أسباب إلى الأرضين يحثونني على العصيان والنكران ، يأمروني بالكفر والجحود ، وأنا كلما نفيت من عالم إلى آخر من جسد إلى آخر أخبرهم ان للرب أمر نافذ في .. يوماً ما ترتاح روحي من أجسادي العديدة وأجلس تحت العرش أمجده وأسبح بحمده وأذكر أسمائه وأتلذذ بصفاته وأعرف حكمته فى كائن ضيف وحيد مشوه مثلي ..
كائن أغترب فى سبع عوالم .. وضاقت عليه السموات والأرض وليس له بأي نفس متسع ..
عيون جائرة وجفون متورمة ، سبعون شعره بيضاء ، وقلب واحد كلما سقط عليه سواد الدنيا أبيض
وكلما كسر كلما إنفطر ، زاده الألم كفراً بالدنيا وأمن بالله .. مظلم حوله مستنير فى داخله ..
لكنه الألم أسمع صفير صدري ، وصوت تكسر القلب يطقطق كلما نظرت بداخلي ، لم تعد تكفي الضماضات ولا حضن يسع ولا مكان لي بوسع الأرض ولا نفسي لي وسط الخلق ..
أستسلم .. تدخل يارب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق