الثلاثاء، 9 يوليو 2013

...............


-يــا أنتِ كـل عام وأنتِ أطـيـب ...

-هــا أنتَ عُـدتَ من مُوتك مالك لم تأتي منذ يومين تسأل عن من تركت فوق تراب التراب !

-كنت أحاول أن أجد لكي بعض الأنوار هدية لرمضانك هذا القادم فكل عام وأنتِ أطيب !

-الأموات لا يأتون بشئ يا أدم أنت ميت وأنا لا أكترث وحقاً لما علي أن أكون في كل عام أطيب ! ؛ لست بطيبة كي أكون أطيب ! ،
يجب علي حقاً أن أعذرك فأنت لا تدري يا أنتَ كيف هو الحال فوق التراب حالنا يقال عليه إننا تحت التراب نأكل التراب نتنفس التراب ونكح التراب بل إننا نحن التراب  ... "الأصفار تدور حول نفسها" .. سوف أريك ما نحن فيه بعيناي التى لم تعد ترى ..
قد كَذِبنا فكذَبنا بعضنا البعض ثم خُنا فخّونا بعضنا البعض فحان وقت الدم فقتلنا ومتنا جميعاً .. منا من مات جسداً ومنا من مات قلبه ومنا من ماتت روحه جميعنا أموات تحتنا أموات ..
رأيت يا أدم قتلونا وحين هرعت أبكي بجوارك متخذة من ظلالك حضناً يعانق دموعي لم أجدك أنتَ .. أنتَ ذهبت مُـت وتركتني !!
أتعلم ماذا أيضاً يا أنتَ قد فعلوا بي قـد أخبروني بإنني كافرة لا أعرف الله !! وإنني طفلة وإنني غير مكتملة مشوهة سكت وهرعت إليك بالسباب !! وحين كنت تأتي لي أحتضنك بقوة وتظل متعجباً مني ومنصتاً بإبتسامتك يا صديقي ويأتي النهار ليبتلع حزن زاده الليل جرحاً .. ويبتلعك النهار الذي هو ليلك فى عالم ما تحت التراب ..

حدثني عن حالك تحت التراب يا أنتَ كيف هو عالمك الجديد ؟ هل تعمل هناك ؟ هل تخاف ؟ حين أترك جسدي هل ستأتي لتعرفني على ذاك المجهول ؟!

-كثيرة الخوف أنتِ يا أنتِ كثيرة الأسئلة كثيرة الأحلام متعددة الأرواح .. أعلم أنكِ تسألين بالتورية عن الظلام هناك بقدر ظلام قلبك يا حبيبتي سيكون ظلام عالمك الأخر وكلما كثرت جروحك وألامك سيتخلل النور ظلمة وحدتك أو بالأصح توحدك فيه !!
به يا أنتِ سيتخللك النور من مسامك .. به أنتِ فكوني به وأسعي به ..
-من هـــو ؟!
-أتسألين عن من هو !! "هــــو لا كـــيـــف ولا أيـــن" هو النـــور يا أنتِ
-آه الـــنــور .. أخاف أن أخبرك حالي معه فتكرهني .. لا أعرف لــه طريقاً أغلقت على نفسي كي أجده لا أجده هو أقرب لي من دمي ولكني أحقر من أن أشعر به .. وكلما زاد تبلد إحساسي به وزدادت المسافات بيني وبين الــنــور إرتكبت المعاصي والحماقات مـتـعـمـدة وأنا أعلم بأنه يرى .. أتعلم يا أنتَ أشعر كثيراً بإنه أبـعـد وجـه عني وأنا أبغضني لذلك .. نعم ليس لي حال مع الــنور !
-أها -ببتسامة العالم بكل شئ- إنــه ألم فراق المعشوق ؛ العشق وحده يا أنتِ يغسل الروح ...
كنت أحب أن أدعوكي بعد أن تتركي جسدك لتسكني معي ولكن من الواضح أن الأنوار تخلل قلبك المتألم من فرط العشق بالتأكيد أنتِ ستكونين فى مكان أفضل .
-أرجوك لا تسخر مني أيها الطبيب المتحاذق 
-لا أسخر يا طفلتي -نفس الإبتسامة- .
-قلبي حقير صغير لا يعي لا يشعر هو يريده لكن ..! ممم ليس عندك شئ يداويني فأنت دائماً كنت طبيبي ؟!!
-فقط دعي قلبك هو يعلم الطريق .
ممممم صمت طويل يقف بجوار فنوسها النحاسي ؛ هي جالسه على طرف سريرها تقرأ روايتها فتأخذ شكل الأنشغال والإنهماك فى القراءة والعقل في عالمه الضيق والقلب في مدارات عوالم أخرى بعيدة على قرب وقريبة على بعد ...
تنظر إليه وهو دائماً ينتظرها بالنظر !!
-صحيح لم تعودي تخبريني عن السيد المنتظر 
-أدركت أنه لن يأتى وأنا لن أذهب إليه ذلك العنيد صاحب الأنف .. وأن قلبي أكتفى بالنور .. وأن الإنتظار مع الرضا أشرف من أحلام قلب مراهق .. 
-ربما يا حبيبتي ربما مممممم .

-لكن يا أدم أخبرني إلى متى سنظل هكذا ؟
-نظل كيف ؟
-فى هذا الزيف الكذب التخوين القتل .. جميع من عرفت حتى ذاتي كاذبون مزيفون متصنعون جميعنا منافقون وإن لم نكن ننافق غيرنا فنحن ننافق ذواتنا أنفسنا وإن لم ننافق نفوسنا كثيراً أشعر وكأنني أنافق الرب الــنور بشكل العبادة !!
-ممم أتعلمين يا أنتِ أنا لا أعلم لمتى ستظل بلاد الأموات الأحياء تلك على زيفها وكذبها ولكن أعلم إن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أصلحي ذاتك يا أنتِ تصحي من بينهم تصبحين ضيائناً بينهم .. -دائماً كنتي قمري وسط ظلام السماء-
وأمضي "وأحمل عبء قلبك وحــده" .
.. وأعلمي بأنك لا تنافقين النور أنتِ فقط خائفة بألا تكوني صادقة تركزين فى ذكرك له هل أقول ذلك بصدق هل ذكرت أسمه من قلبي كيف تهتز روحي أذكريه وأرقصي على نغم لذيذ ذكره يا أنتِ لا تخافي وإدني منه يا أنتِ ؛
هــــو يراك ويرى محاولات قلبك البائس المحترق حزناً هــو يرى هو يعرف هو عالم عليم .
-أترى يا أنتَ قد أتى رمضان ذلك الشهر الذي تعلو فيه الهمم تلامس فيه الأرواح السماء وفقط الفرق فى وجود الهمم ولمس السماء ليس فى وجود الشياطين كما يزعم البشر من حولي لكن هما يومان يوم ما قبل رمضان ويوم ما بعد رمضان ومابينهما "كأن شيئاً لم يكن"
الفارق ليس وجود الشياطين لكن فى وجود الإنسان مشكلة الإنسان نفسه.
 هُم وهُم كثُر يعتقدون أن الحكمة فى سلسله الشياطين وأن الشياطين هي السبب فى كل ما تكسب أيديهم من المساوئ لكن الــنور قال "كان كيد الشيطان ضعيفاً" أتعلم يا أدم أنا على يقين بأن الله يرينا أن الكيد كيدنا نحن السبب فى مساوئنا .. لا الشياطين إنهم مساكين مسلسلون والله إننا من يجب أن نسلسل !! هاهم أصدقائي لن يسبوا من اليوم لن يدخنوا لن يشاهدوا ما أعتداوا أن يشاهدوه ولن يسمعون الأغاني سوف يذكرون الله ويصلون ويختمون القرأن !!
وكأن الله يوجد فقط فى رمضان أما باقي السنة فهي عــدم ! لماذا كل هذا النفاق ومظهر لعبادة دون الإحساس بها ..

مممم أسفه لكن أعلم يا أدم فأنا معك كثيرة الكلام ليس لي سواك وأنت يا أنتَ قد ذهبت لم أبوح لأحد من أصدقائي عن أقرب أصدقائي وأكثرهم صدقاً وهو أنتَ يا أنتَ لم أبوح لأحد بأنك قد متُ وأنا لم أزرف الدموع عليك لأني لا أصدق أنك مت منذ سنوات وها أنت ذا أحدثك أشم رائحتك أسمعك أراك وأحياناً ألامسك فى السلام ؛
حتى هــي تلك الروح المتمتعة بالشفافية لم أخبرها عنك خوفاً من أن تأكد لي أنك ميت حقاً ولكنها أصدق أصدقائي مثلك وأعذرني إن أخبرتك ربما أفضل فهي تعرف ذنوبي كما لم تعرفها أنت .
كثيراً أريد أن أسألك من أنتَ يــا أنتَ الواقف أمامي ؟ من أنت ؟
-يا كثيرة البال أنــــا أنــتِ وكل طيب خاطر مني أنتِ التي أنطقتني به فقط إهدئي إننا أنتِ يا أنتِ .
حالك ليس بدائم يا متعددة فقط طيبي تطيبي فكوني طيبة فى هذا الرمضان وكل رمضان أنتِ أطيب .
وذهب كالعادة مع صياح الديوك على أذان الفجر كُن فى سلام آمن ومؤمن يــا أنـــا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أدام الله علينا الإيمان بــه فوق التراب وتحته ونعوذ بالله من شر نفوسنا ومن شر كيد الشيطان وكان كيده ضعيفاً .
اللهم أخرجنا برمضان هذا من أنفسنا ومن شرورنا وإجعلنا عبادك أحبائك المقربين عباداً نورانيين مخلصين ربانين" .
الرب كـــريـــم فــ رمضان وفى غير رمضان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق