**تمسك
جهاز التحكم عن بعد تضغط على زر "الــ ميوت" فيصمت التلفاز
بعد
أن إرتدت فوق جلبابها المليء برائحة الخل والثوم -من كارثة عك مكرونة آخرى فى
المطبخ- خمار والدتها أزرق اللون فيختلط مسك الخمار مع ثوم الجلباب .
الله
أكبر ..
تصلي
أمـام التلفاز .. مفتوح على قناة تعرض الأفلام الأجنبية ، ولكن قلبها مطمئن لزر
الصامت تلك القنوات الأن تقطع مشاهد القٌبل الحارة وغير الحارة ..
الله
أكبر ..
فُتح
باب المنزل فى صمت دخل والدها وضع مفتاح المنزل فوق "الجزامة" المجاورة للباب ووقف
ورائها حتى أفقدها التركيز فى صلاتها ؛ كـان يتأكد من أن الجلباب غير
"ضيق" من عند مؤخرتها ، شعرت بنظراته ...
-
صلاتك بــاطله زي أمــك . قال والدها حين لمح ما فوق كعبها ظاهراً
فى
كظم غيظ ونداء لله فى أول ركعة أن ينجيها من نوبة غضب تجعل إيمانها كله بــاطل !!
سمع
الله لمن حمده ..
-
تمتم حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا هتودوني جهنم .
الله
أكبر ...
سجود
هااااا أخيراً نفس ** يــارب إبتلائك على عيني لكن مش عايز يرضي راسي اللهم إرضني
ببلائك الميؤس من تبديله وتغييرهُ ..
قاطع
شكواها ..
-
يـابنت الكــلـ* وكمان كنتي بتتفرجي على القنوات الوس*ة دي وبدل ما تقفليه
واقفه تصلي قدامه ، ماهو إنتوا مش فاهمين بيتصدرلكوا كل الأفلام دي مرسومه
ومتخططلها عشان تبوظكوا .. مش كفاية "إم بي سي تو" يا ولاد الحرام
"كمان خليتوا فيها "ماكس" .. هتودوني جهنم !!
على
حظها العثر لم تقطع القناة مشهد القُـبلة ليتعثر حظها فتكون أمام والدها ويتعثر
أكثر فى كونها تصلي أمام التلفاز .
**
يارب الذي بينك وبيني إنني لو وليت وجهي فى أي قبلة لقال عني فاجرة ، ويقين قلبي
إني وليت قِبلة قلبي نحوك ..
كيف
يكون لي أب منزوع البصيرة إلى هذا الحد ، ألم يرى فى مراقبته اليومية لي لأداء
الفروض إنني مغمضة العينين أينما كنت ؟!
لا
ليس هاماً ، ألا يرى إنه يومياً ينعتنى بالفاجرة الكافرة وإني وأمي فى النار وإننا
سبب شقائه فى الدنيا وسوف ندخله جهنم لأنه المسؤول عنا ؟؟؟؟
يا
الله لولا حبي لك وخوفي لاتزعل لكنت قولتله صح أنت مسؤول عنا ولذلك تكرهنا فى
الدين وفى مشايخك ، وهذا له عتاب عند الله شديد وهذا إعتقاد فى قلبي قوي ، زدني
كراهيه فى الدين وأستفزني بصوتك الذي يقبض قلبي ..
أعلم
يا الله إنه من غير اللائق أن أسألك لماذا لم تعطني أباً كما جلست معه فى أحلامي؟
، أباً رسولاً كــ جدي فدائماً ما تقول أمي إننا من الأشراف ومن نسل الرسول ولولا
أمي لضاع إيماني يا الله كما أشعر بأن أبي أضاع علي ديني ..
لكني
دعني أسألك سؤال دون جواب ولكنه عتاب محبه مخلصه إن كنت لا أعلم مدى حبي لك يا
مولاي فأنت تعلم وترى قلبي ..
لماذا
إبتليتني بــه أب "مزوشي" كما تقول الكُتب يهوى تعذيب ذاته ؛ ويحولني أنا وإخواتي
البنات كارثته ومصيبته التى تدخله جهنم ..
يفتعل
المشكلات من العدم ..
يفتح
باب غرفتي دون إذن وأنا أقف لسترك يا الله مرتديه قطعتين يستران القليل فلا يبالي
ولا يعتذر ويسأل وهو ينظر فى عيني بينما أنا مأخوذة مما حدث ...
-
بت يا خديجة إزاي تلبسي الشبشب ورجلك مطينة وتدخلي الحمام هي أمك معلمتكش إن
النظافة من الإيمان؟
أركد
أغلق باب غرفتي وبصوت عالِ أقول لـه :
-
وهو إنتَ مش قاري فى كتاب ربنا إنك لازم تستأذن أمر صريح من ربنا ، وإنه
كمان من آداب السنة النبوية ؟!
وهل حضرتك يا ولي أمري أيها المسؤول عني الذي سوف
تدخل النار بسببي إن لك إبنه صغيرة تتركها تلعب مع أبناء الجيران فى الطينة ؟
أليست يا الله عورتي أمامه فى الضرورة يراها من
السرة إلى الركبة ؟ لكنه رآى أكثر من ذلك بسبب عدم الإستأذان !! لماذا يأخذ ما
يحلو له من الدين ويتبعه ويترك ما هو أشد ؟
وياليتني أفلت منه حينما أغلقت باب غرفتي بالمفتاح
فـــيمتلأ رأس الشكاك بالأفكار الخبيثة الشاكة المشككة فيّ تخبيط جامد كاد يكسر
الباب فوق رأسي ورأس إللي جابوني
-
قافلة باب أودتك ليه بتعملي إيه ؟
-
هكون بعمل إيه ؟ برسم ... "قالت بعد ما فتحت الباب"
-
لأ إنتِ بتعملي حاجة غلط قاعدة لوحدك وقافلة الباب بتعملي حاجة غلط
-
صح بعمل حاجة غلط فتش تحت السرير يمكن تلاقي حد ، أو فتش فى كراسة الرسم
يمكن تلاقي ملامح واحد بحبه .
ضربني بالقلم قدامك يارب ؛ وحضرتك ممنعتش إيده من
خدي ، وأخد مفتاح غرفتي والألعن إنه يخبيه مش يشيله فى درج مكتبه أبو مفتاح !! لأ
خباه - إبتليتني بأب مريض –
حتى حين يتذكر إن له أبنة التى تمنى أن تصبح كا
إبنة خالته التى أحبها حد العشق وأسمانى بـإسمها خــديـجة أليس من الأولى أن
يسميني على أسم السيدة خديجة حب مولانا وسيدنا الحبيب طــه !!
وعرفت ذلك من أمي ؛ ولكن أمي متقبلة إبتلاء الله
بصبر وصمت وتفويض إليك يا مولاي .. لكن قلبي أحياناً يتقبل لكن عقلي رافض ومتربص
بــه هذا الأب الذي يسمي نفسه بولي أمري ..
يتذكرني حين يرى دموعي فيأخذني فى أحضانه التى
أكرهها أكثر من أي شئ ويقبلني بشفتيه المتشققتين المبتلتين ..
- إنتِ إللي بتضطريني لكده أنا هتحاسب عليكوا إنتِ
وأمك ؟
ماذا عن إخواتي جنة ورحمة ؛ لكني أعلم أن أسمي هو
السبب وأول ما إبتلاك الله بالعيال كنت أنا وأول لما أبتليت أنا فى حياتي إبتليت
بك .. ولشدة قربي من والدتي جزاها الله الجنة وجلستنا التى تثير فضولك وغضبك ، ترى
ماذا يخاف أن تخبرني أمي ؟
-
متزعليش بس متبقيش ترسمي وجوه حرام ، وشعر الحب ده حرام كلام فارغ إشغلي
وقتك بالصلاة والقرآن أحسن ، وهاتي كتب للشيخ فلان والشيخ علان وكفاية كتب نجيب
محفوظ ده كافر ، والشعر إللي بتكتبيه ده قله حيا ..
شيوخ
الكسكسي الحمصي هااا !! سئمت سخريتي منه بين نفسي !! حتى شكوتى المتكررة إلي أمي
وإليك يا مولاي تــرى ماذا لو مـُـت مرة وأنا أشكوه إليك !! حينها سيعرف معنى
ولايه أمري ومسؤليته عني ..
معرفش
أقوله يا بابا زي إخواتي وإن تعثرت فى الكلام ولا مفر منها تحول إلى صوت رسمي نعم
يا أبي وولي أمري ، معاملة خدمة عملاء بين الغريب وإبنته ..
إذن
ماذا لو أبدلت لي أبي فــ يوم طووويل من أيام الجنة كما حلمت به ..
تفكير
وسط الكلام مع ربنا " هيقول طبعاً كل ده سجود ف السجدة الأولي ويفتكرني
بنافقه "
وما
حسبته خديجة وقع ولكن بصورة آخرى خرج من الحمام ظناً إنها فى السجدة الأخيرة وألقى
نظرة آخرى على وضعية السجود إذا بباطن قدمها ظاهراً ناصعاً مشرئب البياض لبياض
والدتها ! وليس لسمرة إبنة خالته ..
-
منك لله رجليكي إللي باينه دي هتقفي عليها فى جهنم على جمر !
اللهم
إني أسألك صبر على الصبر ، وبصيرة آراك بها حتى لا أعند معه فأضيع إيماني كما أضاع
عليَّ ديني وشتان بين ديني الذي أصبح له وإيماني الذي لا يحول عنك .
فى
يومي الطوووويل من الجنة يا الله أريد أن أعود بضفائري "المتحنية" الحمراء وعيوني المتسعة فى
يوم أب لم يـآتي بعد ..
لكنه
آتى فى ذلك اليوم لي وحدي ...
**هفتح
عيوني وأنا فى حضنه نايمه على قلبه وكان فى إيده كتاب حواديت عن أميرة فى جنينة مع
باباها ..
هيقوم
يعملي الفطار بعد ما يغسلي سناني وهو بيزغزغني ويدلعني بإسم غير خديجة ..
هناكل
شوكلاتة على الفطار مع المسقعة ، وبعدين هيلبسني فستان كله ورد بمبي ويلبسني تاج من ورق وهو بيسرحني هيغنيلي !! مين
أحلى البنات غير بنتي ..
مافيش
مانع يقعد يقول يووووه شغلانة المانكير دي زفت أوي ويبهدلي ضوافري النونو ..
وبعدين
هنروح نعمل مغامرة مع الدلافين وهو طبعاً هيفاجئني بالموضوع ده لأنه عارف قد إيه
نفسي أربي دولفين فى البانيو
وبعدين
قررت فجأة إني لازم أشارك فى سباق الجري مع بنات الجيران فى الشارع ، هفضل أجري
ومهما أتأخر ولو حتى خسرت هيشجعني وهيفخر بيا ،ولكل أبهات العماير هيشاور ويقول دي
بنتي خديجة !
بعد
ما خلصنا المسابقة قررنا نرسم على أرض الشارع بالتباشير ورسمت وشووش كتير بشنبات
وبابا مبيعرفش يرسم فـرسم سمك وسحاب وشمس ، مش مشكلة هبقا أعلمه بعدين ..
تيجي
نروح الملاهي ؟ طبعاً ركبنا كل الألعاب الخطيرة ودخل معايا حتى عند الكور الملونة
، وجابلي غزل بنات مُدهش وركبني على كتافه وكل بنات الملاهي باصوا علينا وحسدوني
عليه ..
تعبت
أوي من الملاهي ركبني الحصان الصغنون الأبيض ورجعني البيت نمنا شوية صحيت لقيت
عندي أصحابي البنات ، وبابا كان نايم جبنا الألوان الفلومستر وشغبطنا على كل
فتفوته فى جسمه وهو ولا هنا لما صحي جري ورانا وزغزغنا زغزيغ مُضحكة جداً بعد ما
إستحمى ،
قررنا
نعمل حفلة شاي ونعزمه عليها ويحط لباقي البنات مانكير ...
البنات
مشيوا هاااا هنعمل إيه يا ديجــا ؟ ترقصي ؟
هنرقص
كل الرقصات وهيعلمني وهيدور بيا فراشة وعروسة ^_^ هحححح
وبعدها
هنترمي ع الأرض ميتين من التعب هيقعد يحكيلي عن مغامراته وكمان هيعلمني أحب الحياة
وإزاي أواجهها من غير ما أكرهها وإنه هيكون جنبي طول الوقت وحضنه متدفي مخصوص
عشاني ..
رن
جرس الباب طرد كبير قدام الباب قالي إفتحي الصندوق .. إيه ده جواه أرنب وعلبة
فقاقيع ^_^
نمنا
فى الجنينة مع الأرنب وقعدنا نعمل فقاقيع للصبح
هوووبا
السما بتمطر بلالين علينا والشمس بتغمض عيونها نعست ولا إيه قالي تعالي نخمس ونتمن
بالعربية ركبنا وإديناها حركات صحينا الليل إللي كان حصل الشمس وخد منوم ..
بس
السما كانت متعصبة جامد وفضلت تزعق وتبرق لحد ما عيطت كتير رحنا نزلنا من العربية
حافيين نرقص على صوت زعيق السما إللي بقت بتلعلع بــ موتسـاااارت
هــو
اليوم مخلصش لما رجعنا والشمس والقمر طالعين ف سما واحدة ليل ونهار .. يوم ملوش آخر
بس
لو له نهاية تبقا ..
فــى
أخر يوم ليا مع بابا فى الجنة نمنا على سريرنا من قطع المارشميلو و حطلي روج رماني
بشكل موزة وبطعم البطيخ وخدني فى حضنه زي ما صحيت الصبح ...
-
إنت كل ده ساجدة بت يا خديجة خديجة ردي .. خديجة ، مبتتحركيش ليــه ؟!
ردت
روحها من سما فيها أربعتاشر قمر ونص ، وأربع شموس فى أربع جهات : شبهك يا بابا طلع شبهك بس من غير شنب .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق