الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

عزرائيل الأزرق...



*الخاطر حاضر من حد حاضر
حد قريب حد بعيد ويمكن هوُ هُو الحاضر الذي لا يغيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 تبدو سيره الموت أخف من أن يُذكر أسم سيدنا عزرائيل  ...
كأنك تشاهد فيلم لــ "هاري بوتر" وهو يذكر أسم  "فولدمورت" فيفزع المحيطين به ويهتفون: لا تذكر أسمه !

كذلك عودتنا أمي ألا نذكر أسماء الملائكة .. كما أخبرتنا أن لكل يوم من أيام الأسبوع الملاك الخاص به وسمتهم لنا ذات مرة وأمرتنا بعدم ذكر أسمائهم ..

لكن أسم سيدنا عزرائل على المسامع ثقيل مخيف يُخيل لك إنه غاضب حوله غيمه سوداء معه ملائكة غضبىَ ينظر لك فيثير موتك قبل موتك .. ولطلما قرأنا قصص عن الموت وعن عزرائيل الملاك الغاضب الذي تشيب الرؤوس من النظر إليه قبل الموت عذاب على عذاب موت قبل موت ..

*يا نبي الله يا سُليمان لقد نظر إليّ عزرائيل نظر غضب و حقد فأفزعني ذلك كما ترى فأمر الريح تنقلني إلى الهند .. إلخ .. "التكملة فــ الأخر"

لماذا أنتَ غاضب أيها الملاك إن كنت تنفذ أوامر الله .. لماذا حاقد إن كنت رسول من رب كريم !

وبالرغم من ذلك ...
فــ أيام عسكر فيها الموت حول المحيطين بي .. من المعارف من الأصدقاء فى ذكرى وفاه أجدادي وصديق ما وطاف حول المسائر والمظاهرات وحتى فى شارعنا !!

لم أحقد أنا على الموت الذي تفذعني آلامه أكثر من مجهوله لم أفزع ولم أحقد عليه كما تعودت أن أفعل ولكن هناك خاطر حاضر فاجئني ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أف رغاية- كفاية مماطلة إليكم الخاطر الحاضر ..


*بهجة خفية خفيفة مريحة للقلب ...

لطلما خفت من الآلام من الأوجاع من سحب الروح من سيدنا عزرائيل 

ولكن هناك إشارة تشعر أن الله يرسلها لك فتقع في قلبك تنشئ عنها قبول وتسليم وراحة للموت بل تمنى لأن تخوض التجربة سريعاً دون إنتظار ...

تلك الخاطرة بينما تساور عقلي وقلبي الهموم نظرت إلى السماء الزرقاء المائلة للإحمرار الخفيف .. سائله الرب متى الوصل متى الوصل والوصول والفرج !!

أستمع فى الشارع فجئتاً إلى موسيقى تقترب فى "صفارتها" إلى الناي فأتتني الخاطرة ...

**جالسه ف سكينة تامة ، مكان مستنير  ملابسي بيضاء وسرير أبيض مبتسمه لصوت ناي خفيف بدأ فى العلو ناي مبهج مع أصوات جديدة لا تسمعها سوى فى الجنة ولكن هاهي الحُجب تتلاشى وأول ما يتكشف .. يتكشف حجاب الصوت ويتبعها النظر ها هي السُحُب الزرقاء من فوقي ومن تحتي .. سريري طائر وأنا راضية ...
ومع صوت الناي .. ناي غير الذي تعودنا منه الحزن الذي يسقي دموع العاشقين الهائمين التائهين المشتاقين للرب نار لذه ... يــأتي عزرائيل .. عزرائيل الأزرق ..
عزرائيل يعرف الإبتسام عزرائيل يبتسم فى خجل ومعه وفد من الملائكة فرحين كالأطفال فى خجل وكأنها روح بنكهة الشوكلاتة وغزل البنات .. يحبون تلك العجوز ذات الشعر الفضي والبشرة البيضاء ذات التجاعيد!!

يزداد الناي حلاوة يزداد بهجة و يزيد نغماً لم أسمعه من قبل "بيزغزغ القلب" القلب يرقص يزيد إيقاع نبضاته تصل الروح لرقصه تفني الجسد ، ترقص الروح وتنسحب تنسحب كعطر خفيف لامس عنق أمرأة .. كقبلة العذراء ليد عيسى الرضيع فى مهده ..
ويستمر عزرائيل الأزرق فى الإبتسام لي وتارة يكون هو عازف الناي فيربك روحي رقصاً أكثر وتاره يعود لخجله يمد يده كأنه يدعونى لأن أرقص معه  وجناحيه تصلا إلى الأفق .. أرأيت أفق ما وراء الحجاب من قبل ؟!
يال أناقاته عجوز يمد لها ملاك مبتسم يده لترقص معه يال وسامتك فى بدلتك تلك التى تاره تطول بلون أسود وكأننا فى مسابقة رقص "التانجو" وتارة تبيض وتعتدل كبدله فنان يمشي على سجادة حمراء بـــ"ببيون" له لون ما أعرف له أسماً كلون عيني الملاك الباسم ..
وتستمر الروح فى التمايل من مشارق الجسد إلى مغاربه وكأنها ترقص سنين بدأت تعتدل دون آلام إنسحاب بماذا يشعر جسداً تُسحب منه الروح ينسحب منه الشعور والإحساس ؟! لا شئ .. ليس هناك آلم ..
تنسحب فى وقار تنسحب كشربه كأس من خمر يُسكرك كــ ذكر إسم الله فترقص رقص الهائمون فى حضرة محضوروه مشهودة بحضرتهُ والرؤوس تتمايل يساراً ويميناً ليس هناك ألم ..

لم آرى أبعد من ذلك لكني أعرف إنني أحب سيدنا عزرائيل الأزرق لستُ أعرف لما هو أزرق بالرغم من أن وجهه "رايق" ووسيم ومبتسم وأبيض من بياض اللبن عزب صافي شاب فى العشرين لكنه عزرائيل الأزرق !!
أخذ روحي بعد أن أتمت الرقص أمسك روحي –أللأرواح أياديِ؟- ربما أمسكها من يدها أو مشيت بالجوار .

عزرائيل مرسال ربي جاء ليوصلني له .. مرسال الحبيب يوصل بالحبيب كيف لي أن أخاف من رسول الحبيب ؟!
حد يكره مرسال ربنا ؟!

لكن كيف أكون عجوز جميلة بشيبتي الغجرية الرمادية وإبتسامة لؤلؤية كتلك !
يحدث أن أحب الكهولة والشيب يحدث أن أحب كل علامات الوصل .. كل علامات البداية .. الموت بداية !
- مولانا فى خاطر قديم قال العشق بدايته الموت -

كل ذلك يمنحني الشجاعة لست أعلم إن كانت ستدوم حتى يحن موعد الوصل أم إنها شجاعة وقتية لتقبل الآلم .. ولكن تيقنت بأني لا أخاف عزرائيل بالــ أحبه وأنتظره وفى تلك الأيام المرصعة بأرواح الأصدقاء المليئة بالموت أشعر بعزرائيل يمر ويبتسم .. ربما تصيبني رهبه عظيمة حين اللقاء لكن مع إبتسامته تلك أعتقد إنني لن أخاف من سيدنا عزرائيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تكمله قصه سيدنا سُليمان وعزرائيل -لمن لا يعرفها-
عزرائيل متعجباً متحيراً  ...

*قيل إنّ رجلاً فزعاً جاء صباح يوم عند سيدنا سُليمان عليه السلام  فلمّا شاهد سيدنا سُليمان إصفرار وجهه و إزرقاق شفاهه من شدّة الخوف و الهلع ....
سأله :- ما بالك أيها المؤمن و ما علّة خوفك و فزعك؟!
أجاب الرجل :- لقد نظر إليّ عزرائيل نظر غضب و حقد فأفزعني ذلك كما ترى
فقال سيدنا سُليمان :- و ما هي حاجتك الآن؟!
قال :- يا نبي الله الريح طوع أمرك، فمُرها لتأخذني إلى الهند لعلّني أنجو هناك من عزرائيل
فأمر سيدنا سُليمان الريح لتحمله على وجه السرعة إلى الهند.
و في اليوم التالي جلس سيدنا سُليمان في مجلسه فجاء عزرائيل لرؤيته
فقال له :- يا عزرائيل لماذا نظرتَ إلى ذلك العبد المؤمن نظرة غضب وحقد فدفعتَ بذلك المسكين الفزع إلى الفرار من أهله و بيته إلى ديار الغربة؟
فقال عزرائيل :- لم أنظر إليه قطّ نظرة غضب ولقد أساء الظنّ بي فقد كان الربّ ذو الجلال أمرني بقبض روحه في الهند في الساعة الفلانيّة، فوجدته هنا قريباً من تلك الساعة فغرقتُ لذلك في دنيا من العجب و الدهشة و تحيّرت في أمري، فخاف ذلك الرجل من تحيّري و ظنّ خطأ أني أريد السوء به لقد كان الاضطراب من جهتي أنا و كنتُ أحدّث نفسي : لو امتلك هذا الرجل ألف جناح لما أمكنه الطيران بها و الذهاب إلى الهند في هذا الزمن القصير، فكيف سأنجز هذه المهمّة التي أوكلها الله لي؟
ثم قلتُ لنفسي : فلأذهب كما أمُرت فليس ذلك من شأني. و هكذا فقد ذهبتُ بأمر الحق إلى الهند ففوجئتُ به هناك فقبضتُ روحهُ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 مــدد يا رب يا حنين ...
صاحب اللطف الخفي بيرزق الناس ببهجة مستخبيه ف خاطره خفيفه ممتعه رحمة ع القلب برضا وتقبل .. تشوقك له تولع نارك .. تحس بيه جواك بيقولك إطمن .. الخواطر رُسُل فيها رسايل من عند ربك ميز الخواطر حس  ...
ومن هنا أقدر أرجع أوصل رسالتي القديمة من غير كسوف من إللي جاري ف الدنيا بحديث سيدنا الحبيب "تــفائــلوا بـالخيـــر تجـــدوه" .
 2-12-2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق