-قال : فى المحبة أسرفتي حتى أبتذلتي !
-قلت : وما أدراك بما يفعل بنا الفقد ؟
ماذا فقدت قبل أن أفقدك ؟ أتعرف أي شئ عن الشوق .. الوحشة .. التمزيق .. التوحد فى
شخص رحل .. مناجاته .. كتابة رسائل تعلم جيداً أن ليس لها عنوان ترسل عليه .. حتى إن
وجُد العنوان لن تُقرأ ..أتعرف أي شئ عن الندم على الكلمات التي لم تقال ؟! نعم
أسرفت
-قال : بذلتي أكثر من نفسك !
-قلت : كنت بي غيرتني جعلتني آرى روحي بك
ورحلت .. عرفتني بك على ذاتي لما رأيت بك من روح الله .. ثم رحلت وفقدتك وأفتقدت
الله وأضعت ذاتي مني .. نعم بذلت نفسي .. لأني لا أعرفها فقدتها !! لما لا أبذل شئ
لا أعرفه؟!
بذلت نفسي فى الحب .. أدور بقلبي على
حانات العشق وفى الحب أصبحت عربيدة مسرفة .. أحببتهم جميعاً .. أخبرتهم جميعاً ..
خوفاً من فقدهم مثلما فقدتك .. بذلت نفسي حباً بجوارهم .. ففقدتهم جميعاً ..
لذلك أصبحت "أحبك .. أوحشتني"
مبتذلة غير محسوسة لا تحرك القلب كما كانت .. من كثرة ما قيلت ..
أنتَ المخطئ فلما العتاب إرحل فلم أعد
أبالي حتى لك !
-قال : أحبي كما تشائين لكنك أضعتيني
مرتين !
-قلت : مرة أنت متَ وألمتني .. والثانية
كان الألم موجب قتلك .. وفى المرتين لم يصيبك الألم أنا فقط من تألمت !!
لما تحدثني دوماً حين أخطائي ؟ آلا يخطر
ببالك أن تحدثني حين ألمي .. أن تقتسم فرحي المنقوص معك .. بكائي لديك حين أُظلم ..
أن تضمني حين الخوف ..
لم أعد أصدق أنك كنت هنا يوماً حقاً
ملموساً !! كنت مثلهم وعدت بعدم الرحيل ، ورحلت بلا رجعة ..
تعلم أكرهك لكثرة ما أحبك .. لكثرة ما
أشتاق إليك أكرهك ..
عبثاً أحاول تجبير المكسورين .. منع
الألام عن الأحبة .. بالمرصاد لكل ظالم ، لكل ألم .. إن منعت تألمت أنا .. وإن لم
أمنع تألمت أيضاً ..
لدي وحشة من الخلق من الناس ، أريد فقط
أن أختبئ فى ظلك كما عودتني .. ظلك فقط أمان .. فماذا عن ظهرك إن يدي تشبثت بك ؟! : )
-قال : أخبرتكِ مراراً أنتِ شمساَ والشمس
لا تغيب وإن أوجعوكي بظلم ألسنتهم وكذب عيونهم فقط لا تغيبي أحرقيهم لكن لا
تمنعي الأنوار الأشعة الحارقة لهم وللمحبين أنوار .. إن منعتي قتلتيهم ومُتي ،
وتعودي لدي تشتكي !
كثيراً منعناها .. كثيراً خرصنا عنها
أمتنعنا .. أعتكفنا لدى القلم والورقات الصفراء الصغيرة وإلتزمنا الصمت .. لكن
الموت يغير كل شئ .. أحـبـكِ
-قلت : لم أعـد أشعر بأي شئ ولا أصدق
ضبابيتك ، أصبحت شبح لا أكثر .. ما الفائدة منها الأن ؟!
أظنه حان الوقت لأخبرك إني أحبك لتبتعد
وترحل .. ولن أشكو لك من الأن .. فقط أرحل .. أرقد فى سلام وأتركني تائهة هنا أبحث
عنك بين الجفون .. فى إشراق البسمات .. فى العناق .. فى الأفق ..
ماذا وراء الأفق أليس هذا سؤالك ؟! .. :
)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق