الجمعة، 25 مارس 2016

ورقه من الدفتر


أحدهم لمح لي بسر لا يعرفه سواي .. كم نصحت نفسي آلا أكتبه أبداً فى دفتري آلا أكون بهذا الغباء .. أنا أجعل سري لي فيضمر ويموت مع الوقت أو ربما أنساه ولا يمر بخاطري فأشرد وأبتسم ثم أبكي ..

كتبته وما كُتب يحيا إلى الأبد ويرسخ فى الذهن أكثر من أي شيء .. وأعرف أن أي شئ على ضخامته وهول أمره ومدى إهتمامي به حينما أكتبه مهما بلغت حقيقته حين أدونه يرسخ ويتعمق ولا يكتمل يقف وأتذكره يحزني وهكذا ..

حينما لمُح لي بسري هرولت إلى غرفتي أغلقت الباب وفتشت على دفتري لأجد الصفحه المنشودة وأقرأ ما كتبت .. لكني لم أجدها إنني متأكده إنني كتبتها هنا وكتبت الأسم صريح لا تخطئه يدي أو حتى إملائي الضعيف .. كتبت كل شئ .. لم أجد الصفحه ..

يوسوس لي وسواسي فلان قطع الصفحه لأشك فى صحه عقلي .. فلان خائف من كلمات بحبر رخيص على دفتر مليء بالأحزان لن تكون يوماً حقيقة ، وإن أصبحت حتى وإن أصبحت لن تغادر رأسي إلا حين أنام !

أقرأ دفتري من بداية الأيام القديمة القديمة جداً مروراً بحوادث أبي والوسواس القديم وحماقاتي وعصياني وتجلياتي وشطحاتي وذنوبي مرات أنا قديسة ومرات أنا شقيقة إبليس فى لعنه الحب والعصيان ..

أحترق مما مضى وأبحث عما هو آت !! ولم أجد الورقة .. لم أجدك .. أعرف إنني أخاف على هذا السر .. لم أخبر حقيقته لأحد ولا أجروء على أخبار ذاتي به لقدسيته لكمال هذا السر وعظيم شأنه .. وكل عظيم لا يصح الحديث عنه هكذا يرى بالعين ونصمت إجلاله لقدسيته ..

ولكني كتبته أعرف إني كتبته مرة ولم أجده ! ومن أين عرف الجميع هذا السر .. الذي أهرب من نفسي حتى لا أخبرني به ، ولكني أراه فى عيونهم وإبتسامتهم السخيفه !!

يستشيط وسواسي بحثاً .. وأقع بداخلي مؤكده إنني كتبته هاهنا قبله صفحه لزينب وبعده صفحه لأبي !! 
سوف أجن كيف لم أكتبه وأين ذهبت الورقة !!

كتبت الأسم واضح جرؤت وكتبت السر كاملاً ملئ صفحه كاملة !! 

أدعو الله أن يستر سري وآلا يفضح عيني وآلا تتغير نبرتي وآلا أحدث الناس بسري وآلا أطلق دعوات حمقاء ليلاً وآلا أكرر الأفعال ذاتها .. وأذكر نفسي بنفسي مما كنت عليه وبما أصبحت عليه .. يومياً أعيد على نفسي أفعالي القديمة حتى أقدس سري وأعظم منه حتى لا أعيده على نفسي أو أحرك به لساني ..

لكن أين ذهبت الورقة هل هو ستر الله الذي أدعو به دوماً فأختفت الورقه من تلقاء نفسها أم فلان مزقها وأحتفظ بسري لنفسه ويظل ينظر إلى هكذاويحفظ السر وأصحابه لأنه سر يجب أنا يحُفظ لذاته ويحفظ من شروري ! .. أو يدعو علي أن يعذبني الله بسري ولكن لما يعذبني بسري ؟! 

السر دوماً فضاح .. لكن أين ذهبت الورقة اللعينة أنا كتبتها بين ورقتي زينب وأبي .. 
أين الورقة ذهبت يا زينب ؟!

الوسواس يخبرني إنني لازلت بعقلي أفحص الصفحات بدقه أكبر أشتعل حزناً لما قرأت للمرة الثالثة وأجد كنايات عن السر ولكني لم أجد إفتضاح السر بعد أجد الكلام متواري وعائم وملوع ولكن لا أجد الصريح منه .. لا أجد السر ولا الأسم !!

فليكن حتى وإن إفتضح السر ماذا سيحدث أكثر مما حدث !!

أهي دعوة أبي عليَّ كما أخبرني ألهذا أتعثرعلى الدوام ؟!

لم يكن لي شئ حتى أخسره وما قد خسرته لم يكن يوماً خسارة لم أجد شئ حتى اليوم يُعد خسارة !! 

يوما ما سوف أعرف أين ذهبت ورقتي .. وسوف أعرف كيف أفتضح أمر السر وكيف غاصت الورقة بين زينب وأبي .. فوق سطر الحزن فرح كانت وأسفله كان التمني ..

أو ربما يوما ما أنسى كل شئ فلا يعد شئ ذات بال أو أهمية أو على قدسيته يذهب بلا رجعه .. ربما .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق