الأربعاء، 20 أبريل 2016

ممم

الشاشة السوداء التي يخبرونك عنها هي أبهى الصور التى قد تتمكن من رؤيتها يوماً حينما تخبر نفسك أنك حزين أو أنك لا تستطيع العبور إلى البر الأخر للنجاة بذاتك ..

أن ترى الألوان وتأمل هو حقاً المبكي .. رؤية الألوان هي ما تثير الأحزان بداخلك وتجعلك هاش ..

الأسود واضح لاشيء فيه يخدك الأسود صريح ووقح ومن الممكن جداً أو الوارد تجاوزه .. أما الألوان تعلق بالذهن حتى وإن تحولت للأسود فالأسود بعد الألوان قاتم جداً مربك جداً مشوبلطخات ألوان غارقة غامضة وغامقة ..

لم أعد أستطيع التحمل يخبرني الله : إنه لايكلف نفساً إلا وسعها وأنا قد أكون وسعها فعلاً ولكني لا أستطيع التحمل أكثر ..
يهرب عمري من بين أصابعي وكنت أظنني ذات الضفائر بنت التاسعة لأنه ربما كان عندها عمر لطيف أو أخف أعماري وطأه ..

لا أريد أن أمضي ولا أريد التوقف .. لا أريد الكفر ولا أعرف أكيف أرتقي فى الإيمان .. أخاف البحر ولكني أحبه .. أتمنى الحب ولكن حين يأتي أترددُ أتمردُ وأهربُ ويفل مني وأتملل منه ..

لا أعرف بعد ماذا أريد أن أفعل بوقتي القصير فى الحياة لم أعرف بعد .. وكيف أعرف حق المعرفة .. كيف أعرف أن هذه أكلتي المفضله وهذه نوعية ثيابي وهذه الكتب التى أحب أن أطالع .. وهذا الرفيق وهذا العمل الذي أضيع عمري فيه ، وأن هذا الطريق هو ما سوف أسأل يوماً عنه !

لا أدري ماذا يحدث لي كلما فَقَدت فُقدت أكثر .. كنت أكثر إشراقاً من هذا .. ارى الجميع ميتون يسعون فى المياه .. أرى الجميع مبتلون بالكذب والحزن .. ارى الجميع عرايا ..

لا يملأني شغف لا يملأني أمل .. ويفل الإيمان من بين أصابعي كالسكر الناعم سلس ولا تشعر به إلا حينما تجده من بين يديك إلى بين قدميك .. لم أكن أعرف إنني سوف أصنف من مرضى الإكتئاب لم أكن أعرف إنني سوف أكبر لأجد العائلة تقوم بحفل على جثتي الضاحكة .. لم أكن أعرف قبل الحادية والعشرون ما معنى كلمة إكتئاب كنت أسمعها للمرة الأولى .. لم أستخدمها قبل ذلك .. ولن أستخدمها الأن ..

ربما هي قله الحيلة عدم الإندهاش فقد الرغبة فى المضي قدماً لكنه ليس إكتئاب إنني لا أحمل لبناً لأسكبه أنا لا أحمل شئ قدماي يحملانني وهما كل ما أملك .. قد أصنفه كسلاً أتعوذ منه .. أصنفه بــ "لست أعرف بعد" لكنه ليس إكتئاباً ..

كل ما افى الأمر فقدت رغبتي فى عمل أي شيء !! ليس بالأمر الجلل !!

لست إجتماعية هذا ليس بشيء جديد هذه لا تحتسب أيها الطبيب .. فمن الطبيعي آلا أتواجد لفترة طويلة مع الناس ..
متوحدة .. هذه أيضاً لا تحتسب كنت هكذا طوال الوقت ..
أحدث نفسي بصوت عالي .. لم تفرق فأنا أحدثني طوال الوقت بصوت عال كان أو منخفض لا تفرق ..
أبكي ما الجديد ! أنت أيضاً تبكي كلنا أسرى لأنفسنا تنهشنى نهش الذئاب لفريسه جميلة العينين ربما غزاله كل منا كما يحب أن يرى ذاته وكيف يبرر لها ويراها ضحيه جميلة !!


"لا يكلف الله نفساً إلا وسعا" ربما أنا وسعها لكني لم أعد أحتمل هذه هي طاقتي وهذه أنفاسي القصيرة أرجوك يا الله خذ بيدي سريعاً فأنا أغرق وقشاتي تغرق الواحدة تلو الآخرى وما تبقى قليل جداً .. لا يكفى ولم يكفى من قبل .. تدخل سريعاً ..

أنا أغرق والخوف ليس من الغرق الخوف من إنني لم أعد أبالي لغرقي وقت أترك نفسي للمياة تغمرني إلى أن أستلقى على وجهي فى المياة ويداي مبسوطاتان .. وبصوت أمل دنقل على هذا المشهد الذي لا يراه أحد سوا أنا وأنا الأخرى بداخل مخي نسمعه يقول : " يبتسم الفناء بداخلي" ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق