كنت أمشي على الماء أنا وأمي .. حينما همس لي أن الروح تمر بسبع مراحل .. تتحول كسمكة فى الماء حسب درجة صفائها
تحلق فى الماء أو تسبح فى السماء كالعصفور كلنا نسبح بطريقتنا .. بجناحين أو زعانف أو حتى أقدام ..
تمر الروح بسبع مراحل ولم ارى فى روحي غير سمكة سمينة بنية بشارب ولها جناحين لم يخبرني عن باقي المراحل ..
لكني رأيتهم بعيني روحي تتذكر وعقلي عائق ..
أمسك بيد أمي ونمر على المياة مروراً ليس به تحريكاً لأقدامنا الماء ينقلنا ولا أدري أين نحن ذاهبتان ! لا أعلم إن كنا صبحاً أم ليلاً نحن فى منصف الأكوان حيث لا ليل ولا نهار الدنيا غمام .. الكثير من الدخان الطيب .. ومياة بلا أعماق ولا أثر لأرض ..
همسات كثيرة رؤى أكثر وأمي معي وليست معي هي أيضاً ترى وتسمع وتجمعنا قبضه اليد ..
ارى مرة أخرى روحي السمكية قيل لي حسب ما أتذكر إن طور السمكة هو المرحلة السابعة من تحول الروح .. لكني لا أحلق فى بحر أو محيط أني أسبح فى مياه راكدة خضراء وبين مواسير كبيرة .. لم ترتقى روحي بعد لم تصفى حتى تسبح بلا نهاية فى مداد الود والصفاء ..
التحليق أفضل أم السباحة ؟! نسأل الطير أم السمك ؟ أم أسأل روحي أنا ؟!
تخبرني نفسي التحليق .. التحليق يوسع المدارك ويذهب بك وراء الأفق .. الرؤية أفضل .. لكني أسال نفسي السباحة أيضاً تحليق لكن فى ماء .. ربما الماء عائق لكن الهواء أيضاً قد يكون عائق .. يتشابه العصفور والسمكة المسميات تختلف وربما الفعل واحد ,,
وها أنا أمشي على الماء وتأتيني الرؤى .. صوت السكون طاغي ورغم السكينة قلبي مرتجف يشعر بأن شيء ما قد يحدث لكنه يستحيل أن تبتلعنا المياة أنا وأمي .. الماء يحمل أروحنا ,, وأنا سمكة وأعرف كيف العوم !
الرؤى كثيرة تشوش السير ..
يخبرني أن الملائكة منهم ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع .. لا تشغلني الأعداد الزوجية فأنا أحبها وكلما وجدت عدد زوجي زوجته ، لكني طوال الوقت كرهت الأعداد الفردية ثقيله الظل صعبه التزاوج هي هكذا فرديه قائمة بذاتها ، إلى أن أكتشفت إنني عدد فردي ، كنت طوال سيري عدد فردي ، سمكة بنية أكره ما لا أستطيع فهمه .. ولذلك تركت المثنى والرباع وركزت في كيف أن يكون لملاك ثلاثه أجنحه فتراءى لي فوق رأسي ملاك كالمروحية يطل من ظهره المنحني ثلاث أجنحه كالمروحة يحرك الريح فوق رأسي وأمي ..
ينشد أغنية بلغة عربية قديمة لا أفهم منه شيئاً ثم يتلاشى فى الغمام ..
تٌجاب أسئلتي فى الرؤيات .. المياة تعكس صورتي فارى وجهي ولا أعرفه ، العذراء أيضاً كانت ثمانية وتسعون فردية وجهي وجهها وخرج المسيح منها وأنا أخرجت نفسي من نفسي .. لكن فعلي ليس فعلها ، والحزن واحد ..
السير طويل والمياة هادئة تحت قدمي أنا وأمي هادئة وعميقة ..
أحاول أن أتلصص على جانب أمي من المياة بها ألوان كثيرة وحيتان .. أمي ليست مجرد سمكة أمي حوت عظيم .. وأرى هناك تعابين تقترب من حيتانها لكن الحيتان تقذف بهم بعيداً بذيولها لكن ارى أطراف من رؤى أمي .. أنظر إلى الأمام لا شيء سوى الماء ..
يخبرني سؤالي أن قبل البداية كل شيء كان ماء .. قبل الخلق عرشه كان على المياه ثم أخرج من الماء كل شيء حي وها أنا ذا أسير وأمي على الماء لا أعرف أين نحن ذاهبتان .. ولما تجاب أسئلتي المرهقة الأن؟ ..
أرهقني المصباح والمشكاة والزجاجة .. وكما فهمتها بروحي وقتها كانت حقاً .. فتأكدت لي حين رأيت الشجرة التي توقد بالنور .. أمامي تسير معي على الماء .. رأيت موسى عندها وكيف أشعلها إبراهيم وحملها محمد
وفهمت أن المصباح قلب محمد والزجاجة صدره فهو الكوكب الدري الذي يحمل الإيمان وشجرته المباركة كانت إبراهيم إذا فالمشكاة هي جسد محمد ..
سر الحروف والكلمات وبداية الأزمات حرف الغين ، فكان الغيرة والغرور ثم أتبعها الشين فكان الشر والشرور ثم الجيم تصف الجبروت الذي بنا به الله السموات والأرض .. ثم النون لتسكن والخاء لتخضع والقاف للقوة والقلم ، ثم أودع السر فى كــ هـــ ع ص ويودعها حــم ، ويزد الجمال ع س ق .. يس .. ثم يبدأ يشكل الحروف ليقص القصص ..
كانت كل هذه أسرار غير مدروكة .. تسير بها الجبال وتقطع بها الأرض وتكلم بها الموتى !! لذلك فهمت الأن لما تلين الأحجار وتشقق ويخرج منها الماء ومضغة القلب لا تلين ، الجبال تتصدع من الخشية وتسير بــ كن وقلبي كان جامدا أكثر من الجبال التي يسيرها القرآن .
هذا هو طوري الأول كسمكة فى الطبقة السابعة للروح متى إذن يٌسمح لي بالأسرار الأعلى التى تتخطى ذاتي وتصل إلى "ويزيد الله فى الخلق ما يشاء" ، ربما تتحرر روحي من قشريتها وتتحول لحصان مجنح وتجاب أسئلة لم أكن لأطرحها لجهلي بها ، ويخلقها بقلبي لكرمه ويعطف علي بالإجابة بحر الله لا يسعه شيء ولا يحتويه قلب ولا صدر .. هناك العديد من الأسئلة لم تطرح بعد ..
وأسير أنا وأمي على الماء وارى الرؤيات وأنا فردية الأرقام ، عذراء الوجه ،سـمكـية الروح ، نونية السكون ، خرجت من شجرة مباركـة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق