الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

فصوص البرتقالة

مفكرتش قبل كده هي البرتقانة فيها كام فص ؟ انا عرفت الإجابة ..
الموضوع بيبتدي من القطف .. 


في أتنين شهوة الجوع واجعه بطنهم مآثره على حسهم بتهز الجسم وتجهد التفكير وعلى الجنبين حدايق برتقال فواحة مغرية مثيرة لشهوة الجوع .. كل واحدة لونها البرتقالي متدرج منها الطويله والمستديره واللي ريحتها ماليه الحقل ..
كل واحد قطف برتقاله .. وكل واحد فى جيبه سكينه
الأتنين جعانين سنين ماشين بين حدايق برتقال لسه مزروعة أو ناضجة اوي .. واللي بين البنين هي اللي عليها العين ..
لحد ما وصلوا الحقل الصح ..


الأولاني ..
جوعه مغطي عقله ومشتت قلبه ومفتح عينيه بيبص على أحلى واحدة مستديرة شهية ألوانها بهية طرية تغريه بكمية عصير وإرتواء خيالية .. وكأنها بتغويه لها ريحة بس مش شبه البرتقال .. بيطلع السكينه وناسي أن أول قاعدة لفتح أي برتقاله هي اللمس .. يلمسها بين راحتيه بين ايديه يطمنها إنه هيكون رقيق .. وبعد ما يتأكد من ملمسها كان لازم يوشوشها يهمس لها .. فينفتح قلبها قبل ما يقشر قشرها ..
الجوع فى بطنه مزغلل عنيه فأختار بعيونه وحط السكينه غرس على غرس اول طبقه سهله وعطرها الخلاب فاح مع اول قشرة وطلعت زي الصياده اللي بتجذب الفريسة بعطرها وتطلع مافيش .. عطر فاضح بعده غدر .. أو بعده مفيش !

الجوع بيزيد طبقه بيضا على طبقه ورا طبقة تحت طبقه وراها طبقة الجوع بيزيد بيقشر بقوة أكبر وكأنه بيحفر فيها بيترعش من الجوع وسلاحه مرة بعد مرة يطيح منه .. ويدور بيوصل لفص واحد وحيد جاف وناشف حجر وصل لحيطة متسدش جوعه ولا تروي عطش سنين .. فص وحيد جاف ملوش لون ولا ريحه بتختفي البساتين عشان البرتقال بيخاف من القطافين .. كل البرتقال اختفى ومافيش في ايده غير الفص الأعجف الجاف الجوع قاتله مضطر ياكله فبيقطم قطمه تسد بس هول الجوع .. يحركها بين لسانه يبلها يتحايل عليها يبلعها تولع فى حلقه عطش وتزيده عطش على عطش جوع على جوع بيعرف أنه قطف غلط جري ورا شهوة جوعه ونسي أن البرتقال فاكهة سحرية لو اتقطفت صح تشبعه لحد ما يوصل للمنتهى .. يوصل للكوثر .. كوثر فى الدنيا لحد كوثر الجنة ...
وبيمشي يتحايل ويدور ويتعلم مرة لو واحدة ظهرت يلمسها وينسا يوشوشها ويفتحها من غير ما يطمنها والنتيجة واحدة !! .. النتيجة ديما واحدة ياللي بطقطف عشان تسد شهوة .

أما التاني ..
جعان بس جوعه مش سايقه عايز يقطف واحدة وتكون بتاعته الطريق طويل وحدايق البرتقال بتهمس ملكش غير واحدة لأخر الطريق .. الجوع بيجي ويروح والبرتقال بيلمع وروايحه فواحة وتدويره بض وطري كأنه رمان شهي .. بس هي يا مسكين واحدة تسد بيها جوعك وتكمل بيها طريقك .. بيغمض عينه وبيفتح قلبه بمناخيره ويبدأ يستنشق أحلى عطر جاي منين ..
بيحس بيمشي ويمشي برتقاله بعطر فريد عطر مستحي وخجول يفوح مرة وعشرة يروح .. والجعان ماشي مغمض عيونه وماشي بالأنف بيوصل العطر خجول بس من قرب مش بيروح ..
بيفتح عيونه بيلاقي زرع وزروع اوراق شجر .. بس العطر موجود و بكل رقة بيزيح ورقه ورا التانية .. بيلاقي البرتقاله اللي عطرها فريد .. صحيح مستديرة بس لونها مش واضح خايفه وبتتلون ومش بتثبت على لون خايفة تبين لونها الحقيقي يخاف منها القطاف ويمشي وميقطفهاش ما البرتقالة لو متقطفتش تبور وزي ماهو جعان وله نفس يسد شهوه جوعه هي كمان نفسها تسد شهوه فى نفسها تعرف انها برتقالة بتسد جوع وتبل ريق وبتنقذ قطاف غريق هو بيشتهي طعمها وهي بتشتهي انفاس دافية من قطاف بيحبها ..

بيبدأ القطف .. خلاص عطرها اشهى من شكلها صحيح فيها كام نتوء وكأنها استخبت مجروحة من القطافين .. لونها مش واضح بيضمها قبل القطف بين راحتيه بيلمسها بتثبت على لون ألمع برتقالي ممكن تشوفه العين ..
بيمد صوابعه بين البرتقاله والعنقود وبكل رقه وعطف جعان بيقطفها .. جعان مقدر النعمة بيبوسها ويمسح جبينة .. وهي بلونها اللي زاد لمعانه قطفت قلبه وقلب بطنه الجعانه ..
بيهمس لها ويوشوش بأحلى أسم ووشوشة تفتح بيه قلب اي برتقاله وبصوت دافئ ورخيم ومحب قال بسم الله الرحمن الرحيم وخد سكينته لمس برتقالتله بكل عطف ومحطش السكين زي صاحبنا الأواني كلها هو حط الطرف وفاح العطر وشهوة جوعه اتحركت بدأ يقشر شال القشرة البديعة ولقا طبقه شفافة ولطيفة باين منها جسم البرتقاله طرية وشهية مليانه عصير يبل الريق وينقذ الغريق .. وبراحة وبكل عطف رما السكين وبطرف أنامله الرقيقة شال الطبقة الشفافة فإذا البرتقالة بألف فص على فص تكفي الطريق وتفيض وتزيد وتغنية عن جمال كل البرتقال ..
بياخد اول فص بين شفايفه بيرتعش الفص وعلى لسانه بينزل أشهى عصير يشبع شوية ويزيده شوق لها فيدخل من فص لفص .. وعشان هو كان لطيف معاها ورقيق .. مبخلتش مابين كل فص وفص خلق ربك من أجله أبدع معجزه وجود فص راجل وفص ست والفص على الفص بالحب يزيدوا ألف على ميت ألف ..
البرتقاله بتحب قطافها وكتير تقوله على الطريقة بس هو يسد جوعه حبه ويفتح قلبه حبه على حبه يستنشق عطرها تندهله بعدها ولما يقطف هيرجع لجوعه فياكل فيرتوي ويشبع ويمشي فى طريقه وبيشيلها فى معطفه اي كان قطيفة ولا صوف حرير ولا خيش المهم أنها ف الجيب مابين الضلع والقلب ..
ويطلع وياكل مدام رقيق هي ديما موجوده عشانه تروي عطشه وتسد جوعه ومرفقاه فى طريقه وتنبتله فص على فص.. المهم أنه مستعجلش على شهوة جوعه وقطف بكل غشم ..

البرتقاله ممكن يكون فيها ألف على ميت ألف فص ..
وممكن ميكونش فيها غير فص وبس . :)

هناك تعليق واحد:

  1. اسلوب بدديع..وكتابة رمزية ساحرة ..براااافوو ااافووو

    ردحذف