"أحن إلى خبز أمي "..
أحن إليك كحنيني للإستلاقاء على فخذي أمي ..
أحن إليك حنين إلى الوطن الذي لم يعد موجوداً .. الوطن الذي لم أعرفه أبداً .. دائماً ما آراه فيك بعيداً جميلاً مكتملاً منتظراً قوياً واسعاً ..
أحن إليك حنين إلى أبي الذي جفاني .. أبي الذي لم يرعاني ..
أحن إليك حاملاً تتحسس معدتها تلمس جنينها دون رؤيته ، يتحرك فى كيانها يطوف يخُلد بالذاكره بالحس ..
أحن إليك حنين إلى أمي فأمي وطن .. وأنت وطن والوطن دوماً قاسِ جاف متعالِ .. فتعال أو "أعد لي الأرض كي أستريح فأنا أحبك حتى التعب" .. حتى الموت فى تراب الوطن الغائب المجهول ..
فأعد لي الأرض تراباً أدفن به .. حبيب .. كالوطن : ساعة حبيب وحرية، ودهراً عدو وسجان ..
ويطير الحمام يطير الحمام ويحط على تربتي باكياً لكيان هزمه حب الوطن ,. وأرغمه الوطن على أن يستحي من أن يقول إنه رغم أنه طعنه وخانه ومزق أخوته وغادره الأحباء .. لازال يحبه وسوف يظل لما؟! .. لا يعرف ..
ظل يحب وطناً جعل منه ترساً لافائده منه كالجميع .. شخص خاو جاف عادي كالجميع .. فقد الإيمان في ذاته وفى الحياة والأخرين فهم أيضاً خونه فهم أيضاً أوطان ضائعه خيبوا أمال الكثير من الأهل والأحبة .. ولازلت أحبه وأتوق إليه حلواً كما ارتأى لي مبتسماً حراً ..
"يطير الحمام يحط الحمام .. أعدي لي الأرض كي أستريح فإني أحبك حتى التعب" ..
أحبك حتى التجريح والصمت والخيانه .. أحبك حتى الفقد والإهانة أحبك حتى الموت .. ولم تعد لى حتى أرض أدفن بها فلم ننتهى بعد من تصاريح الخيانة وقائمة التهم .. وآثار السوط على قلبي وظهري وجل جسدي الأزرق الممد المقتول عمداً .. فلا أرض لي بعد ولازلتُ فى خزانه باردة .. فى إنتظار تصريح أخر يثبت موتي ,,
و"أحن إلى خبز أمي" وأحن إلى صوت أمي غير ذالك الذي يصرخ ..
وأحن إليك حنين إلى وطن أنتظره وهو قاسِ بارد جبان .."لم يأت قلت ولن".. إذن سأعيد ترتيب الليالي بما يليق بفقد الوطن وغيابك .
..............................................................
تزيـد غربتي كلما صمت .. وأزداد وحـدةً إن تكلمت ..
فـأكتب لي عن الوطن نلتقي .. أكتب لي كثيراً وأسهب عليَ تفاصيلاً .. ربما أبدو لا أهتم لكن من الذي يترك وطناً يكتب ولا يقرأه ؟! .. حتى إن لم يكن كلاماً طيباً أكتب .. حتى إن لم يكن شعراً أكتب .. حتى وإن كانت حسابات معقده أكتب .. حتى وإن لم أرد فأنا أنصت لصوت الكتابة ..
حـدثني عن الوطن .. فالوطــن يغيب حين تغيب .. وأنا فى غربة عن واحد بالفعل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق